(217) لكل الفصول
مررت بوسط المدينة هذا اليوم، وبساحة الشهداء بطبيعة الحال. ازدحام السيارات كان شديداً جداً وكذلك حركة الناس بشارع عمر المختار والساحة. كثُر الباعة على الأرصفة عن ذي قبل، يبيعون الأعلام الجديدة وأسطوانات أغاني الثورة وصورها. بالساحة مجموعة من الشباب يغنون للثورة ثم يركبون سيارة بيك أب تسرع بهم حول الميدان.
أدور بنظري بين الوجوه. هل من بينها من كانوا بالشوارع بالأمس القريب؟ أين اختفى المتشنجون والمتشنجات الهتافون بحياة قائدهم؟ كانت أعدادهم كبيرة وصياحهم بسحق ’الجرذان‘ مخيفاً. من أين أتوا وأين اختفوا؟ هل كانوا بالفعل يعتقدون أن قائدهم سينجو من طوفان الغضب الشعبي الذي، وإن كان في بدايته شرقياً بعيداً، إلا أنه ازداد قوةً بهبوب عواصف الزنتان ومصراته والزاوية وجبل نفوسه. هرب كبارهم أو أُلقي القبض عليهم.. أو هم مختبئون. أين ذهب صغارهم؟ هل منهم من كان بالميدان وبشارع عمر المختار هذا اليوم مستمرا في الهتاف وإن اختلفت كلماته؟
ما ينطبق على المنتظمين في هتافات الشوارع ينطبق على الأبواق في الوسائط المختلفة من إذاعة وصحافة وإنترنت و’دراسات‘ وتوجيه ثوري.. هل منهم من لا يزال في ’الميدان‘ وقد خلع رداءً قديماً وارتدى جديداً؟
والأمر كذلك مع المسؤولين الكبار المنشق منهم ومن لم ينشق، المتطلعين إلى مواصلة مسيرة خدمة العهود... أي عهود... مرتدين ثياب المرحلة من قميص ماو إلى قمصان باريس إلى المسبحة باليد إلى إطلاق اللحية وتقصير السروال إذا لزم. هم رجال ونساء لكل الفصول.. على طريقتهم! لم يختفِ كبارهم تماماً، فهم لم يفقدوا الأمل تماماً. تلوُّنهم يثير الشفقة أحيانا والاشمئزاز أحيانا أخر، وإن نجح في الوصول بهم إلى حيث يريدون.
مررت بوسط المدينة هذا اليوم، وبساحة الشهداء بطبيعة الحال. ازدحام السيارات كان شديداً جداً وكذلك حركة الناس بشارع عمر المختار والساحة. كثُر الباعة على الأرصفة عن ذي قبل، يبيعون الأعلام الجديدة وأسطوانات أغاني الثورة وصورها. بالساحة مجموعة من الشباب يغنون للثورة ثم يركبون سيارة بيك أب تسرع بهم حول الميدان.
أدور بنظري بين الوجوه. هل من بينها من كانوا بالشوارع بالأمس القريب؟ أين اختفى المتشنجون والمتشنجات الهتافون بحياة قائدهم؟ كانت أعدادهم كبيرة وصياحهم بسحق ’الجرذان‘ مخيفاً. من أين أتوا وأين اختفوا؟ هل كانوا بالفعل يعتقدون أن قائدهم سينجو من طوفان الغضب الشعبي الذي، وإن كان في بدايته شرقياً بعيداً، إلا أنه ازداد قوةً بهبوب عواصف الزنتان ومصراته والزاوية وجبل نفوسه. هرب كبارهم أو أُلقي القبض عليهم.. أو هم مختبئون. أين ذهب صغارهم؟ هل منهم من كان بالميدان وبشارع عمر المختار هذا اليوم مستمرا في الهتاف وإن اختلفت كلماته؟
ما ينطبق على المنتظمين في هتافات الشوارع ينطبق على الأبواق في الوسائط المختلفة من إذاعة وصحافة وإنترنت و’دراسات‘ وتوجيه ثوري.. هل منهم من لا يزال في ’الميدان‘ وقد خلع رداءً قديماً وارتدى جديداً؟
والأمر كذلك مع المسؤولين الكبار المنشق منهم ومن لم ينشق، المتطلعين إلى مواصلة مسيرة خدمة العهود... أي عهود... مرتدين ثياب المرحلة من قميص ماو إلى قمصان باريس إلى المسبحة باليد إلى إطلاق اللحية وتقصير السروال إذا لزم. هم رجال ونساء لكل الفصول.. على طريقتهم! لم يختفِ كبارهم تماماً، فهم لم يفقدوا الأمل تماماً. تلوُّنهم يثير الشفقة أحيانا والاشمئزاز أحيانا أخر، وإن نجح في الوصول بهم إلى حيث يريدون.