للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الخميس 24 مارس 2011

(37) ثروة الليبيين تدمّرهم.. وتُدمَّر

حوالي السادسة من صباح اليوم سمعت أصوات قصف شرقي المدينة، وشاهدت دخانا كثيفاً من اتجاه تاجوراء.
التقارير الواردة من مصراته تفيد بأن أهل المدينة قد تنفسوا الصعداء إلى حد كبير.. لا يزال هناك قناصة على أسطح البنايات، ولا تزال الكتائب متواجدة بالميناء. ولم يستطع الثوار دخول اجدابيا حتى الآن. لا بدّ من التساؤل هنا عن قوات كتائب أمنه، عددها وعتادها وانتماءات جنودها. من أين له بكل هذه القوة المدمرة؟ المال من دون شك وراء كل هذه الآلة النارية الكبرى. بالمال اشترى المعدات من الشرق والغرب كليهما. وبالمال اشترى المرتزقة من إفريقيين وعرب وأوروبيين شرقيين. وبالمال اشترى خدمات شركات غربية كبرى.. واشترى الذمم.. ذمم ليبيين أولا.. وصولا إلى كبار ساسة الغرب نفسه... حجوا إلى خيمته وشربوا من حليب ناقته. أرضوا غروره ونرجسيته وقدموا له الخدمات المؤمِّنة لحكمه... مقابل نفط وصفقات تجارية ومكرمات شخصية بلا شك... قوّوا أجهزته القمعية وكتائبه الأمنية، واستفادوا في المقابل كدول وكساسةٍ أفراد وتجار سلاح ومعلومات وعلاقات ... مثل فاضح لنفاق الغرب... ولكن الليبيين باغتوا الجميع.. باغتوا العرب والغرب والقذافي نفسه بهبّتهم الكبرى في 17 فبراير.
سمعنا أصوات قصف في المساء.
ظهر على العربية شاب تحت العشرين قال إنه قادم من درنة (إلى بنغازي .. اجدابيا؟) "لأضحي بكل شيء. واستدرك ليقول "أنا ما عندي شي." إنها ثورة البراءة والطهر والنقاء على أعتى طغاة العرب.
ستنتقل قيادة عمليات فرض الحظر الجوي من الولايات المتحدة إلى حلف الأطلنطي خلال يومين، أما عمليات حماية المدنيين (ضرب الأهداف العسكرية البرية) فستظل بيد الحلفاء إلى حين. خبرٌ يفيد بتوجه قطعة بحرية أمريكية تحمل قوات من مشاة البحرية الأمريكية في اتجاه ليبيا يُقدر لها أن تصل بعد أسبوعين. ربما هم يستعدون لتدخل بري إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. لا أتصور خاتمة مقبولة لدى الحلفاء من دون إنهاء حكم الطاغية... لن يمكنهم التعامل معه أو الاطمئنان إليه بعد الآن... ولن يقبل الرأي العام في بلدانهم بأقل من ذلك خاتمة لتدخلهم... عندها يأملون أن يكونوا قد ركبوا موجة التغيير التي تعم الوطن العربي كله... واضح كيف تغير شعور الليبيين تجاههم... ويأمل الغرب في مكاسب سياسية واقتصادية واستراتيجية كبيرة بعد كل هذا.. لم يكن الغرب يوما جمعيةً خيرية.
يلفت النظر عدم وجود أسلحة ذات قيمة أو كميات تُذكر في شرق البلاد... السلاح الجوي مثال بارز. توجد عدة قواعد جوية في الشرق منها بنينا والأبرق ومرتوبة والعدم، ولم يكن بها جميعا غير طائرتين عتيقتين. كان يدرك تماما من سيأتيه الخطر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق