(34) مرور بباب العزيزية
مررت ظهر هذا اليوم بالشارع المؤدي من بوهريده إلى طريق المطار. باب العزيزية يطل على هذا الشارع بطوله. كان الزحام شديدا، والمواطنون العاديون مثلي علقوا وراء مجموعة من السيارات تقل شبابا يحملون صور القذافي والأعلام الخضراء. ماذا لو حاولوا إلصاق صورة ‘القائد’ على سيارتي؟ لمحت عن بعد سيارات تدخل إلى المعسكر. هل يمكن أن يجبروا الناس على الانضمام إلى المتواجدين هناك... في الديسكو؟ كل شيء وارد وممكن. المرور من ذلك الطريق الذي لا يزيد طوله عن 300 متر استغرق ما لا يقل عن ربع ساعة... كأنها ساعات.
حركة المرور أقل من المعتاد والغالبية العظمى من المحلات التجارية مغلقة.
زرنا جارة بمنزلها. وجدناها وصغارها وحدهم. زوجها سبق اعتقاله منذ أكثر من أسبوعين. اقتحم المنزل أكثر من عشرين شخصا حسب روايتها، بعضهم بملابس عسكرية وآخرون بملابس مدنية عند الساعة الثالثة قبل الفجر. أطلقوا النار خارج المنزل. فتشوا الغرف وقلبوا الأمتعة ومن ثم اقتادوا الرجل معهم. الزوجة لم تسمع شيئا من زوجها أو عنه منذ تلك الليلة. هناك الآلاف في مثل هذه الحالة.
يلفت الانتباه اليوم أن احدا من الذين يكلفون عادة بقراءة البيانات لم يخرج على الصحفيين. الأبواق كانت صامتة. هل هو الارتباك بعد قصف باب العزيزية الليلة الماضية؟
"العمليات العسكرية الدولية الجارية في ليبيا حملةٌ صيليبية" ... الكلام ليس للقذافي ولكن للحاج فلاديمير بوتين.
بعد أن تم تدمير الرتل المتوجه للقتل والتدمير في بنغازي، توجهت الكتائب لضرب الزنتان ومصراته الصامدتين. مصراته محاصرة بلا كهرباء أو ماء أو اتصالات هاتفية.
سمعنا أصوات المضادات وربما القصف مرة أخرى هذه الليلة.. المرة الأولى في حوالي الساعة 8.30 والثانية حوالي الساعة 10.30. ما هي الأهداف؟
الشعب الليبي وأجياله القادمة مدينون للشهداء والجرحى والمسجونين ولكل من أعطى قليلا أو كثيرا في هذه الثورة المباركة بإذن الله. لقد أوقفوا مشروع الدولة قذافية. الله وحده يعلم ما كانت هذه الأسرة قادرة على ارتكابه في مستقبل حكمهم.. لا قدر الله.
اليمن تقدمت خطوات كبيرة نحو الإطاحة بعقيدها هذا اليوم... واحتلت المكانة الأولى في تغطية الجزيرة لهذا اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق