للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الخميس 3 مارس 2011

(16) وقطَع الإنترنت 


حركة الناس بسياراتهم أكثر كثافة مما كانت عليه خلال الأيام القليلة الماضية.. بدا الناس في عجلة من أمرهم... وبدأت الحركة تخف بشكل ملحوظ قبيل العصر... ربما يكمن تفسير ذلك في الترقب والحذر الشديدين مما سيحمله يوم الغد.. الجمعة. ما يتناقله الناس هو أنه ستقام مظاهرات واعتصامات احتجاجية كبرى أمام المساجد عقب صلاة الجمعة...

حدث هام كان انقطاع خدمة الإنترنت انقطاعا تاما اعتبارا من الساعة السابعة مساءً... قد يكون لذلك علاقة بالرغبة في منع الاتصال والتنسيق فيما يخص يوم الغد.

فهمت اليوم أن مبعوث النظام إلى بنغازي لم يذهب هناك لأنه بلغ أنه لا مجال لأي حوار لا ينطلق من مسلمة انتهاء النظام.

انبرى العالم فجأة، وكأنه اكتشف حقيقة هذا النظام الآن فقط، لإدانة النظام وتسفيه القذافي ورجمه بكل نعوت الجنون والاستبداد والظلم لشعبه... كانوا قد غفروا له لوكربي واليو تي إي وقتل الشرطية في لندن ودعم الجيش الجمهوري الإيرلندي والقتل في شوارع أوروبا مقابل أموال قبضوها وصفقات أمّنوها وبرنامج تسلح دمروه ومعلومات عن حلفاء وأصدقاء الأمس لم يجد النظام غضاضة في تسليمها.. أما الشنق في الجامعات وفي الشوارع في رمضان وطائرة سيدي السايح وحرق غابات الجبل الأخضر ومذبحة بوسليم وأطفال الإيدز ونهب الثروات والاستبداد والظلم والإرهاب والتجهيل فهي كلها قضايا تخص الليبيين وحدهم. ما الذي تغير الآن؟ هل هي ثورة الليبيين في إطار الثورة الشعبية العربية الكبرى التي تدور رحاها منذ شهرين؟ لقد وجدوا مصالحهم في الميزان. ليبيا لديها احتياطي كبير من النفط والغاز، وموقعها يمكن أن ينطلق منه تهديد لأمن أوروبا سواء بالهجرة الإفريقية أو بنشوء قواعد انطلاق مسلحة معادية. هذا ما يطمئن إلى حد ما إلى أن الغرب لن يسمح بتدهور الوضع إلى حالة صومالية من الانفلات... وقد أكون مخطئاً أو قد يخطئوا هم الحسابات.

الجهود محمومة لشراء صمت أهل طرابلس عما جرى من قتل وتنكيل في الشرق وفي مصراته وتاجوراء والزاوية والزنتان. خمسمائة دينار لكل أسرة كل شهر،.. زيادة في المرتبات.. خفض سعر البنزين.. إعادة الدعم على سلع غذائية... القروض لأي غرض: زواج، بناء، شراء سيارة... ومن دون فوائد... الدفع مقابل الهتاف والتظاهر وترديد شعارات النظام ومقابل ‘البصاصة’... والجماهير بالفعل محتشدة أمام المصارف.. اقبضوا مقابل صمتكم على ما لحق بإخوانكم. والكثيرون يفضلون السلامة خاصة حينما تصحبها منافع مادية حاضرة.. وما سيأتي به الغد يُترك للغد.

وسنرى ما يحمله الغد: الجمعة 4 مارس... وأمام مراسلي العالم كله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق