للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الجمعه 11 مارس 2011

(24) البذاءة بضاعته وولده  

أخبار إذاعة لندن العربية صباح اليوم كانت مثبطة. تقاريرها عن الوضع الميداني في راس لانوف كانت محبطة. أدعو الله أن ياتي اليوم بما هو خير.

طغت على الأخبار بطبيعة الحال أخبار الزلزال وطوفان تسونامي المدمرين على جزر اليابان. لا يسع الإنسان أمام صور هذا الطوفان مكتسحاً أمامه السيارات والمراكب البحرية والمنازل وأخبار القطارات المفقودة إلا أن يقول سبحان الله، سبحان الله... ومن دون إنذار تلتقطه أكثر تقنيات الإنسان تقدما في دراسة وترقّب الزلازل. أمر ربنا يأتي من حيث نشعر ومن حيث لا نشعر. القذافي لا يزال غير قادر على رؤية الساعة المقبلة حتما.. يدبر الله أمره كيف يشاء.. وفق سننه.. وقد أنذر عباده رأفة بهم... الكل يعرف طريق الهداية والنجاة.. والبعض يصر على الضلال وسوء المآل.

الاتحاد الأوروبي في قمته اليوم لم يخطُ إلى الأمام في اتجاه فرض الحظر الجوي ولم يعترف اعترافا صريحا بالمجلس الوطني ... إنه ينتظر قرار الجامعة العربية ـ جمعية الحكام العرب ـ أولا... والجامعة ترغب في استيضاح موقف الاتحاد الإفريقي أولا (طبقا لتصريحات الحلّي) ومن ثم التنسيق معه.. قضية الليبيين كرة يتقاذفها العالم.. أوروبا وأمريكا والأنظمة العربية المهترئة والمرتعدة خوفا على ما ينتظرها. اعتمادنا على الله وحده.. نعم المولى ونعم النصير. يتحدثون عن إجراءات في حالة حدوث كارثة إنسانية، وكأن الكارثة ليست واقعة، ومدينة الزاوية خير شاهد. قد ينتهون إلى فرض مناطق آمنة متاخمة للحدود مع  مصر وتونس... طرابلس ستكون محاصرة. سيشبه الوضع وضع العراق بعد انتفاضة جنوبه سنة 1992. ويستمر لسنوات.. هل سيستغنون عن النفط الليبي طويلا؟ هل سيتحققون من وضعه تحت سيطرة الثوار حقولاً وموانئ إذا ما طال الوضع على ما هو عليه؟ هل سيسمحون للقذافي باستعادة سيطرته على كل البلاد؟ وما نوع الكارثة الكبرى التي ستحل بالليبيين حينئذ؟ ولن تكون الكوارث إنسانية متى صبّت في مصالح الغرب. فتُر تفاؤلي.. وأدعو الله أن يقلب الأمر على رأس الطاغية وأعوانه... أن يخلص البلاد والعباد من شروره... وفي أقرب الآجال... إنه قريب لطيف بعباده... ولعلنا نحن الليبيين نكفر الآن عن خطايانا وصمتنا وبعدنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طيلة عقود من الذل والمهانة.

وتحدث سيف، مهدّدا متوعدا الليبيين بما هو قادم... شتم أهل بنغازي "الشحاذين" وحرائرها. شتم العرب... "طز فيهم وفي جامعتهم". هو وأبوه يشتمون أوروبا وأمريكا وكل العالم الآن. حسبوا أنهم، بأموال الليبيين، قد اشتروا الجميع، وإذا بهم يجدون الجميع في وقت الشدة ينصرفون عنهم. ضحكوا عليهم... ويضحك كثيرا من يضحك أخيرا كما يقال. بأي صفة يتكلم سيف ويأمر بالقتل ويهدد شعبا ويتوعّده، يتساءل العالم. وبأي صفة يتكلم الأب نفسه ويتصرف؟ ولا أحد غيرهما ظاهر في صورة الأحداث من جانب القذافي غير بوق خلعوا عليه صفة وكيل وزارة الخارجية. ليس على المسرح قائد عام أو رئيس أركان أو برلمان أو رئيس حكومة أو وزير. لا وجود لرئيس دولة أو حكومة أو برلمان او قوات مسلحة أو أحزاب. ما الاسم الذي يمكن أن يطلق على من يحكم البلاد بعبادها وثرواتها من دون أن يُسأل، يتصرف في ثرواتها كما يشاء هو وأولاده، وحده يملك القوة القاتلة في شكل كتائب مسلحة يقودها |أولاده وأبناء عمومته؟ ربما لا توجد صفةً لائقة غير رئيس عصابة مسلحة. ما هي القضية التي يسعى لخدمتها باستخدام السلطة والثروة البلاد؟ الحرية؟ الواقع استعباد... تحرير فلسطين والوحدة العربية؟ لقد أدار لهما ظهره منذ سنين طويلة.. الرخاء؟ شعبه يعاني من ضيق العيش.. الاشتراكية؟ بل خلقت إقطاعيات يملكها أولاده وأولاد المقربين. هي عصابة وحسب.

يقولون إنه يهودي.. هو بسلوكه مع شعبه وأخلاقه غير ليبي ولا عربي ولا مسلم. وليس مهماً ما يكون بعد ذلك. وأرجّح أنه أيضاً غير يهودي، فلا مجال في فكره المريض وجنون عظمته لإلهين اثنين في الكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق