للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأحد 6 مارس 2011

(19) آلة الكذب تنشط 


بدأ صباح الطرابلسيين مبكرا جدا هذا  اليوم. لقد استيقظوا منذ الساعة الخامسة على أصوات إطلاق نار كثيف. لم يكن معروفا مصدره، ولكن دائرته اتسعت لكي تشمل معظم أحياء المدينة... القنفود يقول إن الاحتفالات بالنصر تعم أنحاء البلاد. إنه الانتصار على عصابات الإرهابيين في الزاوية ومصراته وراس لانوف و..... طبرق. طبرق؟ مراسل إحدى القنوات المقيم في فندق ريكسوس مع باقي المراسلين فيما أتوقع، قال إن إطلاق النار كان من اتجاه باب العزيزية في بدايته. اتضح لاحقا وبشهادات سكان هذه المدن نفسها أن ادعاءات النصر هذه كانت باطلة. لمذا هذا الكذب؟ أحد التفسيرات المنطقية هو أنه كان للتغطية على ما دار داخل باب العزيزية، وأن الدعوة إلى الخروج وإطلاق النار ابتهاجا بالانتصار كان للتغطية على ما جرى.

لم يذهب الناس إلى أعمالهم ولا الطلبة إلى مدارسهم. كان هناك أفراد بأعلام وصمادات خضراء يجوبون شوارع المدينة بشكل أهوج ومثير للفزع ... يهتفون ويغنون للقائد مسرعين في سياراتهم. سلوكهم يؤيد الأقوال التي تفيد بأن المشروبات والمخدرات يجري توزيعها في الساحة الخضراء.

كان القنفود يدعو الناس إلى الخروج للاحتفال بالنصر الكبير على عصابات الإرهابيين في الزاوية ومصراته وراس لانوف وطبرق... وهو انتصار ـ لو كان حقيقيا ـ عظيم. كم كان عدد الذين خرجوا إضافةً إلى من وصل إلى الساحة لكي ‘يهيّص’ مع المهيصين والمهيصات ؟ بضع مئات؟ أليس في ذلك استفتاء من نوع ما حول ولاء سكان طرابلس؟

إن الثمن الذي تستمر مدن مصراته والزاوية وتاجوراء في دفعه من دماء أبنائها ثمن باهظ... وهناك مدن تكتفي بالفرجة.

لا أستطيع الابتعاد عن صورة معينة. مالك يستأجر شخصا لإدارة أعماله.. يوكله، ثم يعجز عن فك العلاقة به...

يريد المالك ـ وهو الأصيل ـ أن يستعيد ولايته على أمواله، ويأبى المستخدم الأجير أن يعيد الأمر لصاحبه...

يا رجل إنك عالم ومهني ممتاز وأمين .. إنك عظيم... شكرا شكرا.... ولكن ذلك المستخدَم لم يعد وكيلا عن أحد ولا أجيرا عند أحد ... لقد أصبح إلها... وكيف السبيل إلى خلع إله...

ألم يقل إنه ليس مجيدا وحسب، بل هو المجد بعينه؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق