للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأربعاء 30 مارس 2011

(43) يوم عصيب

كان يوما عصيباً جداً.. محطّماً للأعصاب. الكتائب خرجت من الوادي الأحمر واستعادت بن جواد وراس لانوف ومع نهاية النهار اتجهوا نحو البريقة... ثم اجدابيا؟ الكتائب تواصل كذلك تقدمها داخل مصراته ونحو مدينة الزنتان. لا حول ولا قوة إلا بالله... كيف يكون ذلك؟ وأين هو طيران الحلفاء؟ الأمر مريب... مريب جدا. رأينا أحد ضباط البحرية الأمريكية يدلي بشهادته أمام مجلس الشيوخ. قال إنه لا يستطيع الجزم بعدم وجود عناصر من القاعدة أو حزب اله بين الثوار. كلينتون يوم أمس قالت إنها بحاجة إلى المزيد المعلومات الدقيقة حول المجلس الوطني الانتقالي. تقارير ذكرت أن شريطا بثته الجزيرة تضمن مقاتلين ملتحين ينشدون نشيدا من أناشيد القاعدة .. الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة؟ لماذا يُسمح لأولئك العناصر بالظهور في الإعلام العالمي؟ ألا يدرك المسؤولون عن الإعلام في المجلس ما يمكن أن تثيره مثل تلك الصور من تساؤلات وبلبلة، أو استغلال من طرف ذوي النوايا السيئة، لدى من نسعى للحصول على مساندتهم المعنوية والمادية والعسكرية؟ بل ما هي الضرورة لهذه اللحى والمظاهر التي قد تضر، مع الاحترام لإخوتنا من بعض المدارس السلفية؟ يجب أن نقدر أن تاريخ ليبيا لأجيال قادمة تجري كتابة فصوله الأولى في هذه الأيام؛ أننا نمر بمرحلة حاسمة فاصلة، وأننا بحاجة إلى التعقل والحكمة وفهم الآخر بقدر ما نحتاج إلى حماس الشباب واندفاعهم.
التركيز الإعلامي اليوم كان على كلمة رئيس سوريا في شأن انتفاضة شعبه المتواصلة.. أشعر أننا نحن العرب باقون في فضاء التخلف والاستعباد طالما نسمع هتافات "بالروح بالدم نفديك يا فلان" وطالما بقيت صور الطواغيت في الشوارع والميادين والمحلات العامة. سأتذكر دائما صورة كبيرة لحافظ الأسد مبتسماً، وضعها صاحب محل حلاقة بدمشق على الحائط في استقبال زبائنه... يسمعون ويرون وهم في غاية السعادة والرضى بشعوب بائسة قبلت تحت سياط القهر بالذل والفقر... وتغني لمذلّها "بالروح بالدم نفديك يا مذلّنا".
بدأت قناة ليبيا الفضائية بثها الرسمي من قطر هذا المساء. دين قطر وشعبها وأميرها في أعناق الليبيين كبير جدا. وأعود في مثل هذه المواقف مستذكرا موقف مصر من الليبيين في محنتهم. لا تفسير لديّ ولا تعليق.
وبدأ التصدع في معسكر القذافي يظهر. انشق وزير الخارجية السيد موسى كوسا لاجئا إلى بريطانيا. لم يكن السيد كوسا وزير خارجية القذافي وحسب. لقد كان أحد أذرعه الضاربة في الجامعات وفي شوارع أوروبا ودهاليز المخابرات وأروقة الدبلوماسية. كان حاضرا بشكل أو بآخر بين الطلبة وفي تصفيات أوروبا وأحداث 1984 وفي لوكربي واليوتي إي والصدر والكيخيا وملف أسلحة الدمار الشامل وعودة النظام تحت مظلة الغرب من باب تقديم ما لديه من معلومات عن الإرهاب وحركات التحرر والأصدقاء والحلفاء والأعداء وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى قبول الغرب ورضاه .... وحمايته. السيد كوسا صيد ثمين للغرب لا شك، خاصة في خضم آخر معركة خاضها تحت جناح سيده على مدى أربعين عاما، سنوات طويلة منها كانت على رأس الأمن الخارجي.. أمن القذافي وليس أمن ليبيا. المهم عند الليبيين هو ما يعنيه هذا الانشقاق من تعجيل في رحيل القذافي عن المشهد الليبي... العديد من المحيطين بالقذافي المتبقين يحسدون السيد كوسا بلا شك، وعديد آخرون يدرسون ويخططون، ولكن الوقت أمامهم قصير.. قصير جدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق