للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأحد 27 فبراير 2011

(12) تلمود وباطنية يهودية 

يوم آخر غير مثير (سبحان الله.. غير مثير).. حركة المرور بالشوارع أقل بكثير عن الحركة قبل الأحداث الأخيرة... المكاتب لا تزال مقفلة عملياً.. وكذلك المدارس. خدمة شبكة المدار عادت اليوم إلى شيء يشبه الخدمة المعتادة بعد أن كانت شبه منقطعة لثلاثة أيام. تعودنا على مشاهدة الطوابير الطويلة أمام المخابز ومحطات الوقود، وإن كانت الطوابير على المحطات أقصر في هذا اليوم. ازدحام شديد بأسواق المواد الغذائية، مع ارتفاع في الأسعار. كان واضحا اليوم خلو الكثير من الأرفف. السلع الغذائية بدأت تختفي؟

ازدحام جديد أضيف اليوم. ما شاهدته أمام المصارف لم يكن طوابير بل تجمعات كبيرة غير منظمة مع تواجد لرجال شرطة (؟) مسلحين أمام المصارف. فقد تم الإعلان الليلة الماضية عن توزيع مبلغ 500 دينار لكل أسرة مقابل تقديم كتيّب العائلة في أي مصرف. هل كان ذلك متاحا في المناطق المحررة أيضاً؟ لا أدري. منطق الرشوة ليس بجديد. النظام يدفع مقابل المشاركة في مظاهرة تأييد وفي فرق الارتزاق ولمجرد العودة عن موقف كما حدث من عروض لأهالي الزنتان لكي يتراجعوا عن خروجهم عن السلطة القائمة... والنظام يدفع هذه الأيام للجميع مقابل الصمت في أقل تقدير. هناك افتراض بأنه لا معنى ولا وزن لمبادئ أو أخلاق أو مصلحة وطنية، كأن ما يحرك الناس هو المنافع المادية، ولدى النظام منها الكثير. والهدف دائما واحد: أحكمكم أنا وأولادي أو أقتلكم (شلقم في مجلس الأمن).

تقابلت اليوم مع أشخاص كان واضحاً تعاطفهم مع سيف. كانوا غير راضين عن الكلمة التهديدية التي وجّهها لليبيين. يأسفون لأنها ربما تكون قد كلفته ثمنا باهضا.. ربما أودت بفرص استلامه الحكم.. لقد كان إصلاحيا، إلا أن أباه لم يسمح لبرنامجه بالمرور! وبرروا بالقول أنه لا يستطيع الخروج من تحت العباءة. خروجه عن الطاعة يمكن أن يكلفه حياته. مما سمعت، لا أرى أن هناك حلا .. الرجل لن يختفي، ولن يتردد في القيام بأي عمل قد يبدو لغيره جنونيا. المهم عنده استمرار سلطته على رقاب الليبيين الذين يجب أن يحبوه، فهو المجد و.... والمهم بطولاته وتاريخه كما يراهما هو وبأي ثمن..

رأينا على الجزيرة عينة من الكتب تحتويها مكتبته في قبو استراحته بالبيضاء... التلمود والباطنية اليهودية وأرواح الأشرار و... عجيب أننا لا زلنا نعجب.

وتوجهت آلة الدعاية بالصحفيين الأجانب غربا لتريهم كيف أن مدينة الزاوية تحب القائد وتدين له بالولاء... وكان أن فاجأهم شباب الزاوية باستيلائهم على ناصية الأمر في مدينتهم والخروج بها عن الطاعة، رافعين أعلام الاستقلال ومعلنين انضمامهم إلى المجلس الوطني... المعركة الكبرى ستكون في طرابلس.. أراها دموية ... وقى الله المدينة وأهلها جنون طاغية مقبل على نهايته، سيكون مصرا على جرّ الجميع إلى كارثة كبرى يختم بها تاريخه.... اللهم احفظ البلاد من هذا الشر العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق