للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الثلاثاء 29 مارس 2011

(42) الخوف يخيّم

لم يكن هذا اليوم يوما جيدا، فقد تراجع الثوار عن خطهم الأمامي غربي بن جواد حتى وصلوا إلى راس لانوف. وازداد الضغط على مصراته حتى أن هناك الآن خشية حقيقية من حدوث مذبحة كبرى في المدينة المحاصرة منذ أيام عديدة.
على غير العادة، سمعنا أصوات انفجارات وأزيز طائرات في سماء طرابلس في ساعات النهار. كانت الساعة حوالي الخامسة والنصف مساءً، تلتها بعد أكثر من عشرين دقيقة أصوات سيارات النجدة أو الإسعاف. لا أدري أين كانت الأهداف.
الأنظار كانت متجهة إلى مؤتمر لندن حول ليبيا. البيان الختامي كان فضفاضا بطبيعة الحال، فهو صياغة توافقية لاتجاهات ومصالح متباينة.. من فرنسا وقطر في طرف حتى تركيا في الطرف الآخر. كان مهماً على كل حال أنه لم يعد هناك قبول باستمرار حكم القذافي لليبيا بأي شكل. ما تبقى في البيان بعد ذلك مبادئ عامة وتمرينات لغوية ستبقى نظرية في انتظار الحسم على الأرض في ليبيا نفسها. والكلمة الفصل ستكون لليبيين أنفسهم متى هبوا في طرابلس بالذات. ماذا يفعل القذافي الآن؟ إنه يطيل أمد التقتيل والتدمير لا غير، فهو يعرف من دون شك أن العودة إلى ما قبل دحر كتيبة الفضيل في بنغازي أمر مستحيل.
روى لي أحدهم قصته مع طابور الحصول على البنزين لسيارته الليلة الماضية. لقد التحق بالطابور في الساعة التاسعة، وانتهى من تعبئة سيارته في الساعة الثامنة من صباح اليوم... أحد عشر ساعة في الطابور! كان مسلحون يدخلون المحطة من خارج الطابور ومن دون استئذان من أحد لتعبئة سياراتهم أو أوعية يحملونها. وكان آخرون يقتحمون المحطة بسياراتهم من الاتجاه المعاكس، يقفزون على أدوار من قضوا الساعات الطويلة في الانتظار. كان هناك مخمورون ومسطولون يحملون السلاح ملوحين بقبضاتهم في الهواء. كانت هناك فتيات أيضا في نفس أحوال زملائهن المسلحين من الرجال. البعض خرجوا من المحطة من دون أن يحصلوا على بنزين قضوا الساعات الطوال في انتظار أن يأتي دورهم لشرائه.. السبب؟ لوحات سياراتهم كانت تحمل الرقم 8، رقم بنغازي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق