(3) كبًرت
كان يوما ثقيلا بمجهوله والخشية من ارتفاع أعداد الضحايا ... والفشل تحت ضرب من غاب وعيهم وحضرت ساديتهم واشتد طمعهم.. من مخلوقات لا تختلف عقولها في شيء عن البهائم التي دفع بها إلى ميدان التحرير بالقاهرة منذ أيام.
ولكن الأخبار توالت (الجزيرة، الحرة، بي بي سي، تويتر التي أستمر في استقبالها رغم ‘قطعها’). في المساء التقيت بعض الأصدقاء. قال أحدهم إن البيضاء ‘حايسه والموتى فيها واجدين’، وبنغازي ‘رابخه’، أما درنه والمرج والبيضاء فقد ‘حرروها’. هل هذا صحيح؟.. أخبار بالإذاعات عن مرتزقة أفارقة.. وعن ذوي الطواقي الصفر.. من هم؟ ... الشهداء فيما يبدو بالعشرات.
وسمعت عن كلمة العميد المهندس الساعدي الليلة الماضية. كانت موجهة إلى أهل بنغازي فقد بعثه والده مخولا إياه تطوير المدينة وتحقيق كافة مطالبها وأكثر!.. لديه المعرفة والدراية فقد عاش في الخارج أربع سنوات ونصف!... وهو بإذن الله سيقيم ببنغازي من الآن فصاعدا!.. لديه كافة الصلاحيات التي وعده بها والده!..(والسلطة في يد الشعب).. لا علاقة لأحد بخططه ومشروعاته لبنغازي .. ستكون سلطته ـ كما يصفها ـ مطلقة. للرسائل أربعة جوانب: المرسل، والرسول والمضمون والمرسل إليه. فإذا ما كان المرسل والرسول يفتقدان المصداقية، لذلك سيكون أثر الرسالة صفرا بغض النظر عن مضمونها. وهذا ما كان بالتأكيد. أعترف بأن جزءا من الكلمة كان مسليا.
لا شيء يوحي بتحركات في طرابلس. الأرقام والصور المرعبة إما أن تدفع الناس في مناطق الغرب إلى التحرك لنصرة إخوتهم في الشرق، وإما أن تكون مثبطة وتدفعهم إلى طلب "السلامة"... أخشى أن يؤدي طلب السلامة إلى ما لا تحمد عقباه.... فعاقبة الجميع في النهاية واحدة.. أضف إليها الانقسام.
تحدثت مع أحدهم! فوجدته غير راض عن التحرّك وأورد من الحجج أن البديل قد يكون أسوأ، وأن الشعب لا ثقافة سياسية لديه لكي يندفع إلى هذا الاتجاه، وأن النظام لن يسمح لأحد بأن يفتكّ السلطة من يديه... ولدى النظام من الأدوات ما يضمن ذلك.... وتذكرت أثناء حوارنا أن صاحبي مستفيد تماما، والخيار الأفضل لديه هو عدم تغيير شيء.. أو أحد.
نزلت إلى السوق وأحضرت بعض ضروريات التموين اللازم. قد تغلق الأسواق، أو... لست أدري. خير إن شاء الله. هكذا نحن هنا... وهكذا هم هناك... فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق