للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الإثنين 21 فبراير 2011

(6) طرابلس تسخن.. وكلمة تحت المطر


ذهبت صباحا إلى المكتب. كانت هناك حركة مرور خفيفة. المتاجر مغلقة. مركز الشرطة الذي مررت به كان محترقا. ... لا أثر للشرطة في أي مكان.. حركة المرور كان ينظمها شباب بملابس مدنية ومن دون سلاح. من هم؟.. لا أدري.. ربما متطوعون. في طريق العودة وجدت محلا صغيرا في شارع جانبي كان مفتوحا فاشتريت منه بعض الخضروات. محطات الوقود مغلقة.

الأنباء تتوالى حول حشود ستدخل المدينة من الزاوية وتاجوراء والجبل وبني وليد. كنا نسمع أصوات الرصاص. سمعت من البعض أنهم شاهدوا آثار حرق مقرات اللجان الثورية الليلة الماضية. الهواتف النقالة على المدار وليبيانا كانت مقطوعة معظم الوقت: أكاد أقول لتسعين في المائة من اليوم. الأخبار المتداولة تفيد بمواجهات سقط فيها الكثير من القتلى في تاجوراء وربما قرقارش. الليلة كانت مرعبة.

أخبار التلفزيون أفادت باستقالة العديد من السفراء وانشقاق بعض الضباط، وهبوط طائرتي ميراج في مالطا بعد أن رفض طياروهما تنفيذ الأوامر بقصف المتظاهرين. الأنباء تفيد بمواجهة كبيرة مع الكتيبة الأمنية في مطار الأبرق، وأن أفرادها قد استسلموا أو هربوا في الجبل.

كانت هناك مقابلة ظريفة مع مسئول في الاتصال الخارجي اسمه اقعيم أسمع به لأول مرة. خرّف اقعيم هذه الليلة، منكرا صحة صور هبوط الطائرتين الليبيتين في مالطا والقصف الجوي، منكرا علمه باستقالة أمين العدل، مهاجما قناة الجزيرة ‘الصهيونية’.

التلفزيون الليبي يعلن عن كلمة أو مقابلة مع القائد. وطال الانتظار.. كالعادة. وتعددت التوقعات والتحليلات حتى قبل أن يقول شيئا. من ذلك تفسير الـ ‘هفينحتون بوست’ لتوجيه هذه الكلمة  في هذا الموعد المتأخر من الليل يعني أن كلامه سيكون ’موجها لنا‘، أي لأمريكا وليس لشعبه. وظهر القائد بعد الثانية صباحاً لبضع ثوان لا غير... داخل سيارة ربما كانت مصفحة في باب العزيزية حاملا مظلة فتحها خارج السيارة دون أن يخرج منها. قال إنه كان يريد مخاطبة الجماهير في شوارع المدينة لولا المطر، إلا أنه أراد أن يكذّب وجوده في فنزويلا، فهو في ليبيا، مما يكذب الإشاعات التي تبثها ‘الكلاب’. وظهر خطأ الهفينجتون بوست فالقائد لم يكن يخاطب شعبه ولا جمهورا معينا في أمريكا. هي كلمات تلفزيونية طمأن بها نفسه بأنه لا يزال موجودا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق