للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الخميس 31 مارس 2011

(44) تصدعات في دائرة المرعوبين؟

قمت من النوم هذا الصباح لأجد أن صوت إذاعة مصراته قد اختفى.. حمى الله القائمين عليها وجزاهم خيراً عن وقفتهم الصارخة بصوت الحق وحرية الليبيين وكرامتهم.. صوت المظلومين الثائرين على القهر والاستبداد والفساد. جزاكم الله خيرا عن ساعة التكبير عصر أمس. حماكم الله وأهلكم. والسؤال هو ما الذي حدث يوم أمس لأهلنا في مصراته؟
التقطت إذاعة مصراته على راديو السيارة بعد الظهر. إما أن يكون هناك خلل فني أو أن الإذاعة تبث بقدرة إرسال مخفضة. أما إذاعة القذافي الموجهة إلى بنغازي على الموحة 792 فقد صمتت نهائيا منذ حوالي خمسة أيام.
وتتوالى الانشقاقات في الدائرة الضيقة. أنباء غير مؤكدة عن انشقاق خمسة أو ستة من أعمدة الصف الأول. ما معنى ترك هؤلاء للسفينة الغارقة الآن؟ ألا يؤذن بقرب النهاية؟ وما هو الدافع في هذا التوقيت المتأخر منذ بدء المذبحة؟ هل هو أن تأتي النجاة متأخرة خير من ألا تأتي أبدا... فمحكمة الجنايات الدولية في الانتظار؟ هل هو الضمير لم يعد يحتمل وزر المشاركة، وإن كانت سلبيةً، فيما يحدث؟ هل هو تهديد من جهة ما؟ ظروف وضغوط شخصية أو عائلية؟ لكلٍّ ظروفه الخاصة به ولا يجب أن ينصّب أحد منا نفسه حكماً على الآخرين في مثل هذه الأمور. وفي كل الأحوال، الانشقاقات تعجّل بنهاية هذا الفصل الأخير. أتمنى أن يكون ما يفعله أي منشق نابعا حقيقةً عن التوبة والتكفير عما قد يكون اقترفه بحق الليبيين ومساهمة في تقصير ما تبقى من عهد الاستبداد الدموي. من سيتقدم لخدمة السيد المترنح؟ هناك الكثير من الانتهازيين الذين رباهم سيدهم على فعل أي شيء في سبيل فتات من مال وتسلط على العباد... سنسمع بأسمائهم فيما تبقى للنظام من أيام... وسينتهي ـ إن طال به المقام ـ بمرتزقة أجانب بدلا من الليبيين، مثلما فعل بتعيين نيكاراجوي ممثلا له في الأمم المتحدة!
هذه الانشقاقات الجماعية تؤكد الرعب الذي يعيش فيه كل من يعمل في خدمته... إنهم تحت التهديد المستمر بالابتزاز من واقع الملفات المحفوظة عنهم، والتهديد في حياة ذويهم وكرامتهم. ويرضى الإنسان بطبيعة الحال بالسوء متى كان في مواجهة سوء أكبر.
ويطير أحد خدّامه إلى لندن حاملا من سادته حلاً للمصيبة التي يجدها قد حلت بمستقبل أسرته كأسرة حاكمة لليبيا رغم أنف الليبيين. يقترح العقيد حسب إحدى الروايات أن يتولى منصباً رمزياً فقط مع تولي ابنه المعتصم رئاسة حكومة تشارك فيها المعارضة. إنه يعيش في كوكب غير الأرض، واهم منفصم تماما عن الواقع والحقيقة.
كل من التقيتهم ـ في جمع عزاء ـ اليوم كانوا متخوفين مما هو آتٍ.. من انتشار المسلحين في الأحياء السكنية بطرابلس، مثل معسكر الآثار بحي الأندلس، والقناصة... ومن الشحن ضد أهل الشرق... الجمعة الماضية التقط الدعم المركزي اثنين واقفين أمام مسجد بعد الصلاة لمجرد سماع لهجتهم الشرقاوية.
كانت أزمة البنزين واضحة جدا اليوم في حركة السيارات القليلة بالشوارع.
لم نسمع طائرات أو ضربات هذا اليوم. واضح من مجريات الأعمال الميدانية حيث تشديد الخناق على مصراته والزنتان وتراجع الثوار على الجبهة الشرقية إلى اجدابيا، أن للحلفاء أجندة جديدة. إنهم الآن يمسكون بكل المفاتيح، وكافة الأطراف الليبيين يجدّون لكسب مساندتهم. الثوار يريدون الاعتراف والسلاح والمساندة الجوية، والقذافي يريد تسوية تضمن له البقاء بأي ثمن ـ وبعدين ساهل، والمنشقون يريدون حصانة لأشخاصهم. وإذا كانت مصالح الدول الكبرى تعني المزيد من الضحايا الليبيين فلا بأس من ذلك... ومرة أخرى تأتنينا تصريحات أردوغان منافية لأي اعتبار لمصلحة الليبيين في التحرر والخلاص. إنه زمن رديء أن يجري كل هذا والدول العربية المجاورة تتصرف وكأن ليبيا تقع في المحيط الهادي أو أن الليبيين أعاجم أو من عبدة الأوثان.. هذا ينطبق على حكومتي مصر وتونس، أما الجزائر فقد رمت بثقلها في معسكر القذافي بحكومتها ومرتزقتها. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق