للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأربعاء 16 مارس 2011

(29) في الأفق جديد

بدأ الهجوم على مصراته صباح هذا اليوم على ثلاثة محاور.. النظام سيكون مصرا على ‘استعادة’ هذه المدينة الصامدة.. يبدو أن هذه الحملة كانت فاشلة حتى مساء هذا اليوم.

واجدابيا صامدة لبضعة أيام متتالية، ولكن الثمن فيما يبدو باهظ.

وظهر ابن القذافي على الشاشات مرة أخرى، بضحكته السمجة، ليقول إن العمليات ستنتهي في غضون 48 ساعة. الإبن يحلم كما الأب يهذي، والإثنان يكذبان من دون حرج...

يبدو في الأفق تغير في مواقف الدول تجاه فرض حظر جوي على ليبيا. هل هي خطورة الوضع العسكري على بنعازي؟

الناس يتداولون خبر انفجار طائرة في باب العزيزية.. من دون تفاصيل واضحة، وبكثير من التمنيات.. يقولون أن أحد الأبناء قد لقي حتفه.

هواجس سكان طرابلس تتمحور حول الاعتقالات المستمرة والدوريات التي تطلب الشباب عند نقاط التفتيش لغرض التجنيد.. النقص الواضح في السلع التموينية وارتفاع الأسعار... العملة الورقية القديمة التي بدأ المصرف المركزي في ضخها إلى السوق.. والنقص المتوقع في الوقود بما في ذلك غاز الطبخ. الموقد الكهربائي الصغير ارتفع سعره من عشرة دينارات إلى ما بين 80 و100 دينارا، واختفت هذه المواقد من الأسواق تماما الآن.

لماذا تبقى فرنسا الدولة الوحيدة من بين دول العالم التي تعترف بالمجلس الوطني حتى الآن؟ وأين الدول العربية من هذا الاعتراف؟ لا أحد غير فرنسا. هذه حقيقة تبعث على القلق. ما هي حسابات فرنسا... لن تكون الأخلاق قطعا، أو لن تكون الأخلاق وحدها إذا أردنا أن نكون كراماً معها. وفي المقابل، ماهي حسابات ألمانيا؟ لماذا هي تقود الاعتراض على مساعدة الثورة في ليبيا؟ الجواب لا يكمن في سوء النوايا تجاه الليبيين أو العرب أو المسلمين وحسب. أضمّ هذبن التساؤلين إلى العديد مما أرى وأسمع ولا أفهم.

تابعت شهادة الشاب علي على ما مرّ به من تعذيب على أيدي أمن بنغازي هو وخمسة وعشرون آخرون لم ينج منهم أحد. شحنوا جميعا مثل ‘سقايط’ اللحم وقذف بهم على الشاطئ.. جثث موتى ومعها علي. وفي نهاية المقابلة أظهروا نصفه الأسفل. كان على كرسي للعجزة ... مشلولا.

من حق الليبيين أن يطالبوا بحكم رشيد يضمن كرامتهم كبشر... أن يرفعوا رؤوسهم يهتفون نحن بشر... يغيظون القذافي حين يراهم يتكلمون ويفعلون كبشر... أحرار يصرخون في وجهه ووجوه أولاده أنهم ليسوا عبيدا لهم... مريض في عقله ونفسه عتا وتجبر حتى حسب نفسه ربا أعلى.. وحسِب أولاده أنفسهم ورثة طبيعيين لهذا الإله المتربّع فوق رقاب الليبيين وثرواتهم. أبناء من كان حافيا شبه عارٍ ـ وليس في ذلك ما يشين ـ أصبحوا يقضون أعياد السنة الجديدة في جزر الهند الغربية، ويحتفلون بأعياد ميلادهم تحييها مغنيات الغرب مقابل الملايين من أموال الليبيين، ويخرجون للصيد في نيوزيلنده. كبيرهم أصبح ضمن دائرة معارف الأمير أندرو وتوني بلير وبيتر ماندلسون وبوتن وبرلوسكوني وأبناء روثتشايلد .. يستضيفونه في يخوتهم بين جزر اليونان. هل هي دوائر للماسونية والصهيونية ممن يتحكمون في الكثير مما يدور في عالمنا؟ لقد أدى تسرب هذه الأسرة المجرمة في مثل هذه الدوائر العالمية النافذة (الحاكمة؟) إلى شعورهم بأنهم قد ضمنوا ‘سوقروا’ ما يريدون، وليس بوسع أحد من الليبيين أو المنطقة أن يتحداهم. كان يقول باستخفاف شديد "من هم الليبيون؟". في 17 فبراير والأسابيع التي تلته ردّ عليه الليبيون بأنهم أشرف من أن يكونوا عبيدا لأحد. ولم يفهم الدرس بعد. لذلك فالدرس لا يزال مستمرا.. وتعذيبه مستمر على أيدي الليبيين أنفسهم... ربنا موجود.. أمهله ولم يهمله.... فأذله ولا يزال يذله.

شاكير والمذيع المصاحب له في استراحة لا أظنها ستطول. لقد خصص القنفود مساحة من وقت بثه الثمين لتحليلات سياسية من قزقيزة تحاوره خدوج. المنافسة على أشدها مع ثنائي عزمي بشارة ومحمد كريشان على الجزيرة

إنه الفصل الأخير من هذه المسرحية الحزينة... عذابه مستمر، وخاتمته لا تزال في علم الغيب، إلا أنها ستكون من نوع فريد وخاص جدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق