للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الخميس 17 مارس 2011

(30) بوسليم ثانية؟ 

بدأت تتسرب أخبار ما حدث الليلة قبل الماضية في كلية ضباط الشرطة بصلاح الدين... ضابطان أو أكثر صدرت منهم كلمات معترضة على ما يجرىز أطلقت عليهم النار. احتج زملاؤهم. قدمت قوة قبل الفجر وقامت بتصفية ما قيل إنه يصل إلى ستين شخصاً... بوسليم مصغرة.

نحن في انتظار صدور قرار مجلس الأمن بفرض الحظر الجوي وأكثر. لا تفسير لهذا الحماس والموقف الأمريكي الجديد المساند غير تعرض بنغازي لخطر داهم قد يودي بحياة الآلاف وإلى دمار عظيم. عواقب مثل هذه المأساة الإنسانية ـ لا قدر الله ـ ستكون ذات آثار سياسية داخلية كارثية بالنسبة للإدارة الأمريكية. مهما كانت حساباتهم، تبقى حقيقة أن شعبنا هو الذي فرض هذه المواقف الدولية بشهدائه وتضحياته وتأكد العالم أجمع بأن الليبيين صامدون حتى النهاية.

القذافي يهدد عن طريق ‘ناطق عسكري’ بالتعرض للملاحة الجوية والبحرية في حال تعرضه لإجراءات مجلس الأمن.

النظام الجديد في مصر لا يخزيه عدم اتخاذه موقفا من الثورة في ليبيا، فأعلن من دون حياء أنه لن يشارك في أي عمل عسكري طبقا لما قد يصدر عن مجلس الأمن. هذه مصر العربية، الأكبر بين العرب، والأقرب والأقوى. شكرا طنطاوي.

وتكلم القذافي. ظهر بصوته فقط دون صورته. هكذا بدأ في الاختفاء بالتدريج.. اختفت صورته ومن بعدها سيختفي صوته إن شاء الله. هدد بنغازي .. حبيبته بنغازي! مشروعاته بمبلغ 22 مليار للنهوض بالمدينة ستجعل منها أعجوبة.. بنغازي هي التي ستجعل من الطاغية أعجوبة ... أحد المشروعات كان سيمكّن المواطن في بنغازي من الذهاب بالقوارب من بوزيانة إلى جليانه! سيأتيها هذه الليلة ليخلص نساءها اللاتي اتصلن به بالآلاف مستغيثات به مما تعرضن له من اغتصاب! توعد بالسحق والمطاردة بيت بيت زنقة زنقة مضيفاً إليها دولاب دولاب وتحت كل ‘حيطة’. طالب الثوار، القادمين من مصر المهزومة وتونس المنكوبة وأفغانستان كما قال، بالاستسلام أو الهروب! الجزيرة كانت تذيع المشهد الحي لجماهير بنغازي في نفس الوقت مع كلمة القذافي. لبعض الوقت كانت الجماهير تصلي صلاة العشاء في الميدان والعقيد يهذي. هو الموقف الأخير بناه صاحبه على أوهام مريض بجنون العظمة... رقصة المذبوح... وعندما يرى نهايته سيحرق ويدمر ويقتل... ستسيطر على أفعاله الرغبة في أن تكون نهايته نهاية للجميع ولكل شيء. سال الله أن يقي الليبيين والعالم شروره.

الاتصالات الهاتفية النقالة والأرضية مع الشرق مقطوعة منذ الصباح.

الساعة الآن 11.45 مساء. نحن الآن في انتظار خبر التصويت وصدور قرار مجلس الأمن. ننتظر ضربات جوية بعد ذلك بساعات. ستضرب قواعد الانطلاق نحو بنغازي أولا.. ربما. قاعدة القرضابية.. معيتيقة والوطية.. بوسته... باب العزيزية؟ باب العزيزية؟ هل ستبدأ العمليات هذه الليلة؟ بعد ساعات سيُرفع الستار عن الفصل الأخير من هذه الرواية الحزينة... 42 عاما من العبث والسفه... من التقتيل والتدمير.. قذفت بالبلاد إلى خارج الزمان... خارج الكوكب. هي النهاية ... أخيرا... أخيرا... لا نكاد نصدق. تماما كما حدث ليلة الغارة سنة 1986، لا شك أن بعض الاعوان يفكرون الآن في الهرب... بل منهم من غادر منذ هذه الليلة.

وصوّت مجلس الأمن مصدرا قراره 1973 منشئا منطقة الحظر الجوي ومجيزا غير ذلك من الإجراءات لحماية المدنيين. لم يعترض أحد، وامتنعت الصين وروسيا والهند وألمانيا والبرازيل. واحتفلت جماهير بنغازي بآلافها في ميدان التحرير. بعد ذلك بحوالي ساعة ظهر كعيم خارجية القذافي ليقول إن حكومته ترحب بالقرار وأنها مستعدة للتعامل معه!!!!! عجايب... ماذا عن تهديدات قائده منذ ساعتين فقط وكلام سيفه يوم أمس؟ محاولات مستميتة للمراوغة وكسب المزيد من الوقت فوق صدور الليبيين، كفيلة بأن يتلذذ بقتل المزيد منهم. الرجل لايفهم. المطلوب منه أن يرحل. شعبه لا يريده، وهو غير مستعد للحياة تحت سلطته بعد الآن... والعالم من حوله يمجه ويرفض التعامل معه ويطارده بالمحاكمة. لقد ضاق الخناق وقربت الساعة... ولا يفهم.

تاريخ ليبيا الحديث مرتبط ارتباطا لافتا بالأمم المتحدة. استقلالها عن الدول المستعمِرة كان بقرار أممي. وها هي الأمم المتحدة مرة أخرى تتدخل تدخلا فاعلا لتسهيل افتكاك حريتها من الحكم الفاشي القذافي.

مراسل السي إن إن في طرابلس يقول أن الساعدي (أم كان سيف؟) اتصل به قبيل تصويت مجلس الأمن ليبلغه بأنهم لن يهاجموا بنغازي.. سيحاصرونها فقط.. وسيبعثون برجال الشرطة والأمن إليها لتخليصها ومساعدة أهلها على النزوح منها!! إنهم يتخبطون. الأب يهدد بنغازي ويتوعدها ويقول إنها ساعات الحسم، وابنه.. الساعدي هذه المرة.. ينفي أن يكون هناك هجوم قادم.. وصدر قرار مجلس الأمن، ليكون رد الفعل مرحباً به... تخبطهم يزداد.. وعذابهم يزداد.. والنهاية قريبة بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق