للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الثلاثاء 22 مارس 2011

(35) يتوسل الحوار

اتضح اليوم أن غارات الليلة الماضية قد استهدفت مواقع للدفاع الجوي وقاعدة بوستة البحرية. مررت بالمكان فوجدت ازدحاما شديدا للسيارات وتواجدا كثيفا لعناصر من الأمن في المنطقة. نزلت من السيارة حيث جمهور غفير من المتفرجين لأشاهد مدى التلف. لم تكن هناك مشاهد تدل على تلف كبير. يبدو، عن بعد، أن بعض المخازن قد ضربت...
معظم المصارف مقفلة.. جميع فروع مصرف الجماهيرية مغلقة كما فهمت. هل حل نقص في السيولة في هذا الوقت المبكر؟.. الإدارات الحكومية مقفلة عمليا. وجدت بأحدها ما لا يزيد عن عشرة أشخاص ما بين الاستقبال والسكرتارية والأمن... لا غير.
اليسار الممسك بالسلطة في أمريكا اللاتينية أظهر مواقف معادية للشعب الليبي، غير آبه بما يرزح تحته من قهر وظلم وتقتيل. لقد انحاز هذا اليسار إلى القذافي وهو مستمر في الدفاع عنه في المحافل الدولية. ما هي مبرراته وما هو التفسير؟ يقولون إنه حرصهم على ألا يتعرض الليبيون للعدوان.. للتدخل العسكري الدولي. الليبيون تحت العدوان من حاكمهم يا سادة. هل هي المصالح المادية لدولهم وأشخاصهم؟ أم أنها "عنز ولو طارت"... أي أنهم سيعارضون أمريكا والغرب في كل شيء وفي أي شيء؟ مواقف خالية من قيمة سامية أو مبدأ مفترض. الأمر نفسه ينطبق على الكثيرين من العرب، وفي مقدمتهم السيد عمرو موسى الطامح لرئاسة الجمهورية في مصر. أتمنى ألا يبتلى إخوتنا في مصر بانتهازي يقدم مصلحته على اعتبارات الأخلاق ومستقبل الأمة. الأمر نفسه ينطبق على تيار إسلامي متنور، حسبناه حريصا على مصالح منطقتنا وأمة المسلمين وإذا به يقدم مصالح شركاته وعقودها ... أردوغان يرى أن ما يجري في ليبيا "صراع بين أشقاء"، ولذلك هو يعترض على العمليات العسكرية الدولية التي لولا تدخلها أول أمس لتم قتل الآلاف في بنغازي وتدمير المدينة. لقد كان هذا التدخل إنقاذا لليبيين من مصير دموي لا يستطيع أحد تصور مداه، ولكن قدرة الله شاءت غير ما خطط له القذافي وأولاده..... وسيكون لليبيا الحرة موقف بكل تأكيد من دول مثل تركيا وألمانيا وروسيا.... وعمرو موسى.. وغيرهم.
وجدت نفسي أستمع إلى فؤاد عجمي في أحد برامج السي إن إن. وجدت وجهة نظره في موقف عمرو موسى وبعض الحكومات العربية وجيهة. أستحي أن أسلم مجرد التسليم بأنني أستمع إلى أحد منظري المحافظين الجدد في الولايات المتحدة إبان غزو العراق.. رغم وجود اختلافات بين العمليات الحالية في ليبيا وغزو العراق سنة 2003، سواء في أهدافها المعلنة أو أدواتها أو مبرراتها.
وتكلم القذافي في حشد صغير بباب العزيزية هذه الليلة. لم تنقل المحطات التي نتابعها هذه الكلمة، وحسناً فعلت. هو يتكلم لكي تُذاع كلماته ويُقال أنه قال. آن الأوان لكي تتجاهله وسائل الإعلام وتعيده إلى حجمه. لقد عمل، ولا يزال، بكافة الوسائل من أجل العثور على محاور، ولم يجد. وسّط ‘عقلاء’ فرفض الثوار استقبالهم. وجّه الخطابات وتوسل تغليب الحكمة والحوار عن طريق آخرين على قنوات التلفزيون، ولم يجد صدى. أراد أن يبعث بممثلين قبليين فصدر بيان رسمي عن المجلس الوطني بأنهم سيعاملون معاملة العملاء. شجع قيام لجنة توفيق إفريقية، وطالب بتشكيل لجان تحقيق دولية، وعرض تسهيل مهام لجان تراقب وقف إطلاق النار، ولكنه لم يجد استجابة. بعث بالسيد التريكي إلى تونس عله يفلح في مقابلة أين عام الأمم المتحدة أثناء زيارته لها، فكشفت الجزيرة مهمته مما أدى إلى ثورته واعتداء حراسه على طاقم الجزيرة. ولكن لماذا غضب السيد التريكي؟ أليس ممثل ليبيا لدى الأمم المتحدة واتصال من هذا النوع يُعد طبيعيا جدا؟ أم أن النظام الذي يمثله غير طبيعي، وآن الأوان ليبعد أقرب المقربين أنفسهم عنه... فهذا النظام في النزع الأخير، والقريبون منه هم الأدرى وهم الأكثر خشيةً من غيرهم مما ستأتي به الأيام المقبلة.
كنا نسمع بأنه قد دفن حاويات بملايين الدولارات في الصحراء، واليوم كان هناك نقاش على السي إن إن حول كمية من الذهب تقدر بمائة وخمسين طنا (6.5 مليار دولار) مدفونة بالصحراء يُخشى أن يهربها عبر دول إفريقية لشراء السلاح والمرتزقة.. لا أستبعد شيئا. ما يشغلني حقيقةً هو ما يقوم بإعداده لطرابلس حين تحين المواجهة النهائية الكبرى. فيها سيقذف بكل ما لديه من حمم وبكل ما يختزن من غل وحقد على الليبيين... وعلى كل ما هو سويٌّ وحسن وجميل، أم إنه سينهار فجأة وبسرعة غير متصورة.
القتل والتنكيل بمصراته والزنتان مستمران اليوم. وقوات الثوار من بنغازي لم تتكمن من دخول اجدابيا حتى مساء هذا اليوم. وتأخر التدخل الدولي لإنقاذ مصراته والزنتان كثيرا جدا. القوات الدولية ضربت رتلا من الكتائب متوجها إلى جالو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق