للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الجمعة 18 مارس 2011

(31) قادم لقتل "حبيبته" 

نشرة الصباح الباكر في إذاعة القذافي أوردت بعض ما قاله القذافي في الجزء الأول من كلمته الإذاعية الليلة الماضية.. الجزء المتعلق بمغازلة ‘حبيبته’ بنغازي ومحبته لها وبرامجه لتحويلها إلى "أعجوبة". لا ذكر لتهيداداته المرعبة.

خرج كوسا ظهرا ليعلن القبول بقرار مجلس الأمن والوقف الفوري لإطلاق النار! لم يرفع عينيه للنظر إلى الصحفيين أمامه غير مرة أو مرتين. رأيناه بائسا خائبا.. لن أقول أنه كان مستحيا من تراجع مدوٍّ. فالحياء غير موجود في عالم جماهيرية القذافي.

الاتصالات لا تزال مقطوعة عن الشرق.. وعن مصراته. اتصلت بالقاهرة لأجد أنهم غير قادرين على الاتصال ببنغازي من هناك. الشرق معزول تماما.

تكلم أوباما واضعا شروطا غير قابلة للتفاوض: عدم التقدم نحو بنغازي.. سحب القوات من مصراته واجدابيا والزاوية.. والسماح بالإغاثة الإنسانية.. خطوات النفس الطويل.

الأخبار من اجدابيا ومصراته مرعبة... مشهد الرجال النازحين من اجدابيا إلى طبرق، بقناة الجزيرة، يبكون أهلهم وما حلّ بهم يوم أمس كان مشهدا مروّعاً... لا أستطيع تخيل ما فُعل بهم وبأسرهم. ولكنه بالتأكيد شيء عظيم. وفي المساء علمنا بتقدم الكتائب نحو بنغازي.. سكان بنغازي في انتظار مواجهة دامية كبرى. والآن أفهم تنكيس كوسه لرأسه وعدم رفع نظره نحو الجمهور في مؤتمره الصحفي ظهر اليوم. كان يعرف أن ما قرأه كان كذبا وكان أيضاً على علم بما يُحضر من حمامات دم. ليس لأنه غريب عن سفك الدماء، ولكن لأنه يعرف ما سيترتب على تلك الجرائم من نتائج على القائد وكل المحيطين به... وقريباً جدا. كل المحيطين بالسفاح يعرفون أنه لا نجاة الآن... ولكن إلى أين المفر، وبتلك الأثقال من تاريخهم. إنه جزء من عذاب هذه الدنيا، يريد له الله أن يطول بقدر ما ارتكبوا من موبقات.

إنها المواجهة الكبرى بين قوى الإيمان والخير والطهر من جانب وقوى الكفر والشر والفساد من جانب. هل أؤيد أن يضرب الأجنبي فريقا من بني وطني؟ أمامنا فريقان هما الأجنبي الغريب من جانب والمنافقون الفاسدون المخربون من جانب.. نعم.. وسيفرح بإذن ربهم المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.

ليلة عصيبة طويلة ثانية. لن يكون هناك تحرك عسكري دولي هذه الليلة. على الصابرين الانتظار حتى انعقاد القمة الدولية في باريس يوم غد.

ظننا أننا عرفناه من واقع سلوكه الإجرامي على مدى أربعين عاما. ولكن ما نشهده الآن من تقتيل لليبيين بالدبابات والبوارج الحربية والطائرات ومضادات الطائرات، ومن تهديم للمباني والمساجد والمستشفيات، وقتل للجرحى، ونبش للقبور، وقصف لسيارات الإسعاف، وكذب لا يعرف حداً وليس لصاحبه ذرة من حياء.  أفعاله وهذيانه خلال الأسابيع الأربعة الماضية  تجاوزت كل خيال.. مجنون.. مريض...؟ هل له في التاريخ شبه؟ نيرون أم هتلر أم موسولوني أم ستالين أم بول بوت... أم إنه كل هؤلاء مجتمعين؟ وكيف ستكون النهاية؟ اللهم أفرغ على أهلنا صبرا. اللهم ثبت أقدام عبادك وانصرهم على من عاداك بجند من عندك. اللهم عجل بالفرج... ليس لنا من دونك ناصر.. آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق