للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الإثنين 8 أغسطس 2011

 (173) الـثورة والوقـت

استفسرت عن موعدٍ لمقابلة أحد المسؤولين في بنغازي فطُلب مني العودة عند الثانية عشرة ظهراً، وبالفعل دخل الرجل مكتبه عند الثانية عشرة ظهراً. معظم الموظفين يبدءون في التقاطر على مكاتبهم بعد العاشرة. وصيام رمضان لا علاقة له بالموضوع، فهكذا هي أحوال الإدارة والموظفين قبل رمضان أيضاً. وتذهب لإجراء معاملة إدارية في أي جهة حكومية لتجدها في نفس المستوى البائس المعهود.

المدارس والجامعات مغلقة. هل جميع المدرسين والمدرسات وموظفي التعليم في الجبهات أو خطوط دعمها وإسنادها؟ والجواب بالنفي.

لقد مضى على انطلاق الثورة ما يقارب الستة أشهر، والحياة في بنغازي والمنطقة الشرقية بأسرها الآن مستقرة إلى حد بعيد، فالأمن مستتب ـ رغم حادث اغتيال الشهيد عبد الفتاح يونس وما أعقبه ـ والمتطلبات المعيشية متوفرة. ما هو المبرر أو التفسير إذن لهذه الحالة من الاسترخاء وعدم المبالاة بهدر وقت ثمين؟

من حق أطفالنا على أولياء أمورهم وعلى الحكومة التي تملك صنع القرار ألا نسمح بضياع سنة من أعمارهم ـ قد تطول ـ من دون تعليم. بل ذلك واجب الجميع تجاه الوطن. أما الإدارة فالحديث عنها يطول. الإدارة الليبية بحاجة إلى تطوير جذري في فلسفتها ونظمها وأدواتها وقدرات القائمين بها. وليس أمامنا من الوعي ببؤس الإدارة السائدة والحاجة إلى تطويرها غير شكوى المواطن من تأخر معاملاته أو حاجته إلى الواسطة، والمواطن الشاكي نفسه في غالب الحالات جزء من المشكل عندما تنظر إلى أدائه هو لوظيفته.

الوقت ليس مبكراً لكي يعود أطفالنا وشبابنا إلى مدارسهم ويعوّضوا ما فاتهم، والوقت ليس مبكراً لكي يبدأ المكتب التنفيذي في ملامسة قضية الإدارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق