للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأحد 20 فبراير 2011

(5) بنغازي تُسقط المعسكر، والإبن يشهر سبابته في وجه الليبيين


كان يوما طويلا طويلا. كانت بداية الأسبوع والعودة إلى العمل.

نزلت عند الحادية عشرة إلى المدينة. الازدحام شديد. ذهبت إلى السوق وإلى المخبز. كان الازدحام شديدا في محلات المواد الغذائية ومحطات البنزين وغاز الطهي. الكثير من الناس يعودون محملين بكميات تكفي لفتح محل بقالة. التدافع أكبر مما نشهده عادة في الأيام الأخيرة من شعبان أو قبيل الأعياد. الأمر غير عادي. كأني بالناس يستشعرون وقوع أحداث هذه الليلة بالتحديد.

اليوم خرج محامون مطالبين أمام مجمع المحاكم بشارع السيدي بإطلاق سراح المحامي عبد الحفيظ غوقة. الدعم المركزي اقتاد  البعض إلى "الصناديق" ومنها إلى التحقيق.
وسقط المعسكر.. سقطت الكتيبة... الفرحة والزغاريد تعم بنغازي. بقي المطار الآن.

تواترت الأخبار في المساء عن خروج المتظاهرين في مدينتي الزاوية ومصراته، ومن  بعدهما طرابلس.

تابعنا الأحداث على الجزيرة من الساعة 9.30 وحتى الثالثة على قناتيها الرئيسية ومباشر وبشكل متواصل. كان الجهد كبيرا ومميزا. لقد كانت الجزيرة بالفعل مشاركة في صنع الحدث، تماما كما كانت في حالة ثورتي تونس ومصر.

نقلت الجزيرة كلمة سيف شاهرا سبابته في وجه الليبيين متوعدا إياهم بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يستمر هو وأبوه في حكم الليبيين. وأعقبت الجزيرة هذه الكلمة بالتحليل صحبة سليمان دوغة وإبراهيم جبريل.

دور الجزيرة في صياغة الرأي العام كان واضحا. نسمع الهتافات من وقت لآخر وإطلاق النار.

كلمة القذافي الإبن كانت تهديدا ووعيدا.. إما استمرار الأسرة في حكم البلاد وإما صوملتها... إما القبول بمشروع إصلاحي لم يعد اجتراره يغير شيئا من طلب الليبيين سقوط النظام نفسه، وإما.... أنا وأبي أو الطوفان.. حرب أهلية وغزو أجنبي وتقسيم إلى إمارات إسلامية وفقر.

سقط القناع عن وجه رآه الجميع في قبح وجه أبيه.... الوقت متأخر جدا كي يقنع أحداً بشيء، ففي الثورة بديل ثالث... والوقت المتبقي ضئيل جدا.. الكلمة الأولى كانت على لسان الساعدي والثانية على لسان سيف. هل ستكون الثالثة بحضور الراجل اللي كان وقف ورا عمر سليمان؟ ويوم الخميس؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق