(152) أمـن الـثورة والمـواطن
أوقفت سيارتي في شارع جانبي بأرض بلعون بنغازي. كنت أنتظر وصول صديق على موعد معه أمام منزله في تلك الساعة قبيل العِشاء. اقترب مني شاب يسأل ماذا أريد.
أخبرته أنني في انتظار أحد جيرانه، وقلت له مازحاً أنني سأترك الشارع إذا ما كان ملكا خاصا به. اعتذر الشاب، ودعاني بإصرار إلى منزله.
الحادثة تؤكد وجود قدرٍ من التخوف لدى الناس من الجانب الأمني، وهو ما يشكل جزءا من أحاديث الناس في بنغازي. والسبب في ذلك هو وجود بقايا من اللجان الثورية ممّن يُسمّون بالخلايا النائمة تارةً والطابور الخامس أحيانا أخرى. كثيرون يلقون باللائمة على عدم اتخاذ الإجراءات الرادعة تجاه المنتسبين للجان الثورية والجهات الأمنية في بداية الثورة، حتى أن بعض القيادات أُطلق سراحها، والتحقوا بالنظام السابق وظهر منهم من ظهر على شاشات القنفود أو في مصر هاربين من الثورة أو متآمرين عليها.
في مدينة درنة، مع التسليم بأنها أصغر بكثير من بنغازي والعناصر الثورية والأمنية بها أقل بكثير، الأمن مستتب تماما حسب ما تسمعه من مواطنيها. وكذلك كان الأمر في مدينة مصراته. السبب؟ كان هناك حسم مبكر مع كل الأمنيين والثوريين المعروفين بالمدينة، وربما كان بدرجة من القسوة أكبر مما يمكن أن يتفق معه الكثيرون... وهرب من تبقى طليقاً من المدينة.
المطلوب حزمٌ من دون إفراط في القسوة والعنف، وتسامحٌ من دون تفريط في مكتسبات الثورة وأمن الناس. ميزان الحزم والتسامح هذا ليس سهل المنال... ولكن ذلك ما يجب أن يسعى إليه المسؤولون حفاظا على الثورة نفسها.
أوقفت سيارتي في شارع جانبي بأرض بلعون بنغازي. كنت أنتظر وصول صديق على موعد معه أمام منزله في تلك الساعة قبيل العِشاء. اقترب مني شاب يسأل ماذا أريد.
أخبرته أنني في انتظار أحد جيرانه، وقلت له مازحاً أنني سأترك الشارع إذا ما كان ملكا خاصا به. اعتذر الشاب، ودعاني بإصرار إلى منزله.
الحادثة تؤكد وجود قدرٍ من التخوف لدى الناس من الجانب الأمني، وهو ما يشكل جزءا من أحاديث الناس في بنغازي. والسبب في ذلك هو وجود بقايا من اللجان الثورية ممّن يُسمّون بالخلايا النائمة تارةً والطابور الخامس أحيانا أخرى. كثيرون يلقون باللائمة على عدم اتخاذ الإجراءات الرادعة تجاه المنتسبين للجان الثورية والجهات الأمنية في بداية الثورة، حتى أن بعض القيادات أُطلق سراحها، والتحقوا بالنظام السابق وظهر منهم من ظهر على شاشات القنفود أو في مصر هاربين من الثورة أو متآمرين عليها.
في مدينة درنة، مع التسليم بأنها أصغر بكثير من بنغازي والعناصر الثورية والأمنية بها أقل بكثير، الأمن مستتب تماما حسب ما تسمعه من مواطنيها. وكذلك كان الأمر في مدينة مصراته. السبب؟ كان هناك حسم مبكر مع كل الأمنيين والثوريين المعروفين بالمدينة، وربما كان بدرجة من القسوة أكبر مما يمكن أن يتفق معه الكثيرون... وهرب من تبقى طليقاً من المدينة.
المطلوب حزمٌ من دون إفراط في القسوة والعنف، وتسامحٌ من دون تفريط في مكتسبات الثورة وأمن الناس. ميزان الحزم والتسامح هذا ليس سهل المنال... ولكن ذلك ما يجب أن يسعى إليه المسؤولون حفاظا على الثورة نفسها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق