للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأربعاء 9 مارس 2011

(22) يقتل ويغني 

المعارك ضارية هذا اليوم في محيط راس لانوف – السدرة - بن جواد، ويومٌ آخر دامٍ في مدينة الجهاد الزاوية. يبدو أن أداء الثوار في راس لانوف والسدرة كان متميزا اليوم مقارنة بكل الأيام الماضية، فقد استعمل الثوار أسلحة جديدة لم تكن متوفرة لديهم من قبل، وبلغوا درجة تنظيمية لم تكن لديهم. المعارك كانت تنقل حية على الجزيرة بما في ذلك القصف الجوي لميناء السدرة والحرائق الكبرى الناتجة عن ضرب خزانات النفط. كانت هناك مظاهرات في الزنتان، ربما ردا على لقاء القذافي مع ‘شباب الزنتان’ يوم أمس. مصراته هادئة. الكتائب ربما تريد أن تتم تدمير الزاوية أولا.

مساء بث القنفود مشاهد لاحتفالات الزاوية بتحريرها... ألعاب نارية وهتافات في الشارع الرئيسي بالزاوية فيما يبدو.. مثل تلك الاحتفالات في مدينة قتل فيها العشرات من أبنائها في ذات اليوم عمل يتطلب قدرا من الانحطاط الأخلاقي وانعدام الإحساس الإنساني والتبلد لا يتوفر لدى بني البشر.

نادية من بنغازي’ سمعتها في اتصال مع البي بي سي العربية وسمعتها مساء، هي نفسها، مع القنفود تصرخ بنفس الكلمات تشتكي الجريمة وغياب الأمن والاغتصاب في مدينة بنغازي، مكررة الشكوى من ‘الصياع’... تأسف شاكير لمعاناة نادية متمنيا أن تنعم بنغازي قريبا بما تنعم به الزاوية من حرية!! صديق مثل شاكير يغني المرء عن كل الأعداء.

حكم قمعي مستبد بيده ترسانة حربية كبيرة وأدوات أمن قمعية تمتد إلى كل شارع وبيت، يقابله شعب انتفض رافضا استمرار القهر والذل. انتفض الشعب الليبي بأيدٍ عارية، مستقبلا النيران بالصدور. وتطورت الثورة إلى مواجهة عسكرية تسلح فيها الشعب بما استطاع أن يضع يده عليه من أسلحة. والعالم، عربا وعجما، يتفرج. التفرج في هذا المقام يعني القبول باستمرار ذبح الليبيين والقبول باستمرار أسرة القذافي في الحكم. وهذا وحده يفسر عدم الاعتراف بالمجلس الوطني وعدم اتخاذ إجراءات رادعة للآلة الحربية للنظام. هل بستطيع الغرب العودة إلى التعامل مع هذا النظام بعد كل الذي جرى وبعد انكشاف بشاعة ممارساته ضد شعبه؟ نعم يستطيع. الغرب غفر للقذافي لوكربي ولابيل واليو تي إي والشرطية ومساندة الجيش الجمهوري الإيرلندي والقتل في شوارع أوروبا وغير ذلك من الأعمال العدوانية والإرهابية. كان القذافي براجماتيا وسخيا فدفع المليارات تعويضاً عن بعض سوابقه وباع الحلفاء والأصدقاء وسلم برامج التسلح ودخل في علاقات تجارية ومخابراتية تبيع كل شيء مقابل استمراره في الحكم وتوريثه لأبنائه. في الأخبار اليوم أنه قد بعث بموفديه إلى عواصم الغرب ... ماذا يحمل مبعوثوه؟ سلة من التنازلات والعطايا بلا شك.. الاعتراف بإسرائيل والمزيد من دفع الأموال.. وتمويل حركات تمرد وانفصال هنا وهناك... تخريب وتواطؤ ... القيام بأعمال قذرة لا يود الغرب أن تتسخ بها يداه ... إلخ؟ والغرب سيكون على نفس القدر من القذارة بأن يقبل ويرحب. الأمر بيد الليبيين وحدهم في الميدان وفي كيفية لعب الأوراق التي بين أيديهم فى مواجهة عالم لا أخلاق له.

قلبي مع أهلنا في الزاوية ومع شبابنا في برد الصحراء القارس في راس لانوف والسدرة.. الله معهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق