للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


السبت 6 أغسطس 2011

(171) غلـق المـقاهي


أتنقل بين قنوات ليبيا الحرة وليبيا الأحرار وليبيا أولا.. اللون واحد والشكل واحد واللغة والمواضيع واحدة.. في هذه الساعة على الأقل.. وتنتقل ليبيا اليوم إلى ساحة الحرية في بنغازي، فإذا بأحدهم يشكو قلة الحضور ويدعو إلى إغلاق المقاهي!


أرى ساحة التحرير ملكا لجميع الليبين وليس لفئة معينة تحتكر لنفسها حضورا لا يمثل غيرها.. نعم هناك فئة من السابقين أشعلوا فتيل الثورة يوم 15 فبراير، وانضمت الجماهير بآلافها وتوالت الاحتجاجات وتحولت إلى انتفاضةٍ فزلزالٍ قوّض أركان النظام. وقدم الشباب أرواحهم ثمنا لذلك الانتصار العظيم. لم يَجمع أولئك الشباب، وكافة فئات المجتمع من ورائهم، توجّهٌ سياسي أو فكري معين، كانوا ليبيين من كل لون؛ جمعهم رفض العسف والظلم والتهميش، والتوق نحو عيش حرٍّ كريم، فخرجوا طالبين النصر أو الشهادة. كل أولئك، وفي مقدمتهم من استُشهدوا منهم، هم صناع ثورة 17 فبراير وملّاكها.. كل الليبيين طالبي الحرية من دون استثناء أو إقصاء... الإسلاميون والليبراليون والقوميون وغيرهم من كافة الاتجاهات الفكرية والسياسية والأغلبية الكبرى من غير ذوي انتماء لأي اتجاه... جميعهم ليبيون عانوا ما عانوه تحت القذافي وساهموا بشكل من الأشكال في هذه الثورة ويتطلعون إلى انهيار عرش الطاغية وانبلاج عصر جديد...

ليس لفئة احتكار الخطاب في الساحات وأمام وسائل الإعلام.. فليبيا وثورة 17 فبراير لكل الليبيين.. وندعو الله ألا يكون في العهد الجديد مكان لتسلط فئة حزباً كانت أو لجانا أو جهازَ أمن، وألا نسمح لأحد بإقصاء أحد أو باحتكار الخطاب وادعاء معرفة المصلحة دون غيره... بذلك فقط سنرى الجماهير بآلافها وجميع ألوانها في ساحتها... ساحة الحرية.. ساحة كل الليبيين.

وعن المقاهي.. المقاهي ليست جميعها أماكن للتسكع أو ’قتل الوقت‘.. هي للكثيرين أماكن لقاءاتِ نقاشٍ وحوارٍ وتداولٍ في شؤون حلقات المعرفة الضيقة وهموم المجتمع الأوسع. وهي أماكن للترويح عن النفس، و"روّحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلّت عمِيت". وفيها أيضا مصدر أرزاق. لماذا نريد التضييق على الناس وتشكيلهم جميعا في قالب البعض منا؟... وبأي حق؟

لم تضم جيوش المجاهدين والمقاومين في الجبهات، في أي حقبة وأي أمة، جميع الناس.. بل لعلهم كانوا دائماً قلةً قليلة. وهناك بطبيعة الحال الحاجة لخطوط دعم وإمداد خلفية، والقائمون بتلك الخطوط أيضاً مجاهدون.. وهناك غير المبالين.. وهناك المنافقون... والعجلة تدور والحياة تستمر ويبقى المجتمع حياً نابضاً... وكل شاه معلقة من عرقوبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق