للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأحد 31 يوليه 2011

(165) قـائـد فـتــنة


وأقدمت قوات دفاع وأمن الثورة أخيراً على التصدي للطابور الخامس.. لفلول اللجان الثورية والأمن الداخلي السابق متمثلة فيما يُسمى كتيبة النداء.. ولكن أن تتأخر خيرٌ من أن لا تأتي أبداً.. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم؛ فالمؤكد هو أن اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس كان الدافع المباشر وراء هذه الخطوة.

انتماء هذه المجموعة القبلي ما كان يجوز أن يكون سببا في تأخير مواجهتها.. يجب أن نتعود كليبيين على التعامل مع أمور الأمن والشأن العام من منطلقات وطنية لا تمليها اعتبارات القبيلة.. هناك مخاطر، ولكن مخاطر الانكماش عن المواجهة أكبر.

وفي المساء  قضيت نصف ساعة ثقيلة ثقيلة، أو أكثر، أمام القنفود، فشاهدت خطاب القذافي في مظاهرة بني وليد وخطاب بوقه شاكير لجمهور القنفود في كل مكان. الخطاب ـ هو نفسه من شاكير ومن القذافي ـ كان خطاب فتنةٍ فج.. تميّز فيه شاكير عن سيده بدرجة أدنى من التحرر من قيود الأدب والتهذيب... خاطب القائد واحدة من قبائل وطنه ـ ورفلّه ـ محرّضاٌ إياها على مدينة في شرق البلاد ـ بنغازي ـ وعلى قبيلة أخرى من القبائل الكبرى ـ العبيدات  قائلا إنهم قتلوا مائة وعشرين من ورفلة (القائد قرر أن عددهم 120)، وأن عليهم يثأروا لأبنائهم... وأن يحرروا مصراته في طريقهم إلى بنغازي! ما هذا الهذيان؟ وأراد شاكير أن يوسّع دائرة الفتنة قائلا إن عناصر من مصراته هم المسؤولون عن هذه المواجهة مع فلول اللجان الثورية. وأهاب شاكير بقبيلة تواجير درنة أن تنضم إلى ورفلة.. ولم أفهم الرابط بين القبيلتين.

ولكن لهذا الهذيان آذان تصغي، وطوابير من المنتفعين والمتورطين والمغفلين والجاهليّين الذين سيتجيبون لنداء الفتنة هذا، وإذا ما تجاوزت هذه الاستجابة كتلةً حرجة ـ لا سمح الله ـ سيكون للقائد وابنه ما أرادا وصرحا به في فبراير الماضي حين وضعا الليبيين أمام أحد خيارين إما الإذعان لحكم القذافي وأبنائه وإلا فهي الفتنة والحرب الأهلية وتفتيت البلاد وهلاك العباد.

’وليّ الأمر‘ يعمل ما وسعه العمل على إيقاد نار الفتنة بين مواطنيه! يدفعهم إلى قتل بعضهم البعض في دوامة من الاقتتال العبثي الذي يتمنى أن يؤدي إلى إحدى نتيجتين: إما بقاؤه حاكما ولو لجزء من البلاد أو تدميرها تماما قبل أن يرحل.

هل مرّ بالتاريخ مثل هذا الجنون الإجرامي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق