للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الخميس 25 رمضان/ أغسطس 2011

(190) واجـبات تـجاه كـل المكوّنات

صاحب اليوميات: نورالدين السيد الثـلثي





قدم شباب الثورة الذين أشعلوا فتيلها ثم حملوا السلاح ـ عندما فُرض عليهم حمله ـ تضحياتٍ كبرى. سقط من بينهم الشهداء وأصيبوا ومروا بتجارب تقابلوا فيها مع الموت وجها لوجه. يفخر الليبيون بنبل هؤلاء الشباب وبطولاتهم وتضحياتهم. وهناك إدراك لأهمية وضع برنامج وطني لهؤلاء الشباب في بناء الدولة الجديدة، يؤسَّس على الاعتراف المعنوي والمادي بدورهم وتضحياتهم الجسام، ويتضمن الوسائل العملية لالتحاقهم في أُطر الحياة الجديدة. وهناك بالفعل برامج وتصورات قيد التشكيل في هذا الاتجاه.






ولكن هناك مجموعة أخرى من الشباب على الجانب الآخر من ملحمة 17 فبراير الكبرى. أولئك الشباب ـ المغرر بهم وغير المغرر بهم ـ الذين يعانون من صدمة الهزيمة وتوابعها النفسية، نحن ـ الليبيين جميعا ـ بحاجة لاستحداث برنامج للتعامل معهم، بحيث يتجاوزوا مرحلة التشويه والتضليل و’التمسيخ‘ التي مروا بها، والتي شكلت سلوكاً انحرف بالكثيرين منهم عن أخلاق وقيم مجتمعنا وأركان ديننا.

يجب أن يمثل كل من ارتكب جريمة بحق الليبيين في أنفسهم أو أعراضهم أو ممتلكاتهم أمام القضاء لينال جزاءه طبقا للقانون. ذلك مبدأ لن يختلف عليه الليبيون ، وأتصور أنهم سيصرون عليه. ولكن هناك أعداد كبيرة من الشباب الذين زُجّ بهم في صفوف الكتائب، مورست عليهم شتى وسائل التضليل والإيهام والإغراء والتهديد؛ منهم من رفض الأوامر وتمت تصفيته، ومنهم من هرب، ومنهم من ألقى السلاح أخيرا من دون أن يرتكب تجاوزات مهمة بحق أحد. هؤلاء أيضا من الواجب التعامل مع أوضاعهم الجديدة وإعادة تأهيلهم ليكونوا مواطنين صالحين. يجب استيعاب هؤلاء، لأن ذلك من بين حقوقهم على المجتمع الجديد، ولأن المصلحة العامة تقتضي عدم تركهم في حالة عداء مع المجتمع يؤدي إلى الانخراط في الجريمة بدافع الانتقام أو غيره من الدوافع التي تؤدي إليها صدمة الهزيمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق