للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الآربعاء 10 أغسطس 2011

 (175) جداريـات الثـورة




جدران المدن المحررة زاخرة بألوان من الرسوم والكتابات عبّر بها أصحابها عن مشاعر ورؤى وتطلعات انطلقت في لحظات تاريخية ووجدت متنفساً ومساحات حرة على جدران المدن. وعلى جدران المدن المحاصرة أيضا نجد كتابات، ممنوعة في هذه الحالة وعمرها على الجدران قصير.

جذبت هذه الجداريات اهتمام زوارها الأجانب، بل كانت لديهم مادة للتمعن والدرس. فرأينا على صفحات النيويورك تايمز في عدد اليوم تحقيقا عنها بعنوان "فن الشوارع الليبي: حرية وتحدٍ وإشارات مقلقة"، يبدي صاحبه إعجابه بهذه الفورة الفنية على الجدران، المعبرة عن غضب الليبيين وافتخارهم بثورتهم واحتقارهم للطاغية، حتى تحول القائد على تلك الجدران إلى نكتة كريهة. ويشير الكاتب أيضاً إلى ما تحمله هذه الرسوم من مضامين غير مقبولة من زاوية الغرب ومصالحه. انصبّ الاهتمام في هذا التحقيق على وصف القذافي باليهودي والصهيوني وإلحاق نجمة داوود بصوره. وصْف مجرمٍ، يُصوّر شيطاناً وجرذاً وثعباناً ومصاصَ دماء، بأنه يهودي ورسم نجمة داوود على صوره عمل غير مقبول! وهو نوع من الكراهية ومعاداة السامية! يقول الكاتب "إن بعض الأماكن التي تظهر فيها هذه الرسوم في المناطق المحررة تثير الشكوك حول القيم التي تمثل ثورة الليبيين كما يقولون، بما في ذلك احترام حقوق الإنسان... توجد الرسوم المعادية للسامية في الزنتان وككله والرسوم العنصرية في بنغازي في أماكن بارزة، وحتى رئيسية حيث يتجمع الثوار وقادتهم". ويمضي الكاتب ـ عن جهل أو عن خبث ـ قائلا "لا يمكن إعفاء حكم القذافي من اللوم.. فقد كانت الخطابات والسياسات المضادة للسامية ولإسرائيل جزءاً لا يتجزأ من سنوات حكمه".

نجاح الثورة سيعود بنا من دون شك إلى تناقضات لن نستطيع المساومة عليها أو التفريط في المبادئ والحقوق والمصالح المنشئة لها، ذلك مع عرفاننا بالجميل لأصحابه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق