للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الخميس 11 أغسطس 2011


(176) البـلاء عظـيم


اكتشفت في الليلتين الماضيتين أنني لا زلت قابلا للشعور بالصدمة بما يتكشف من تصرفات النظام ورجاله. ظننت أنني أدرك تماماً الطبيعة الهمجية للنظام في ليبيا، كما ظننت أنني أعرف بعضاً من رموزه وتصنيفاتهم، فمنهم المنتفع ومنهم المرعوب ومنهم المتورط في جرائم تلاحقه حيث ذهب. إلا أن التسجيلات التي تذيعها قناة ’ليبيا الأحرار‘في برنامج ’بالليبي‘ هذه الأيام صدمتني.. نعم صدمتني.

منذ ليلتين سمعنا البغدادي المحمودي يعطي التعليمات بنقل جثامين أطفال إلى مواقع معينة لكي يأتي موسى إبراهيم بالصحفيين الأجانب ليصوروها، وهي مواقع غارات جوية بطبيعة الحال، وـيشير للمتحدث على الطرف الآخر من المكالمة ـبإعادة تلك الجثامين إلى المستشفيات بعد ذلك. أما في الليلة الماضية فقد كانت المكالمة بين البغدادي المحمودي وأحمد (رمضان؟) بشأن تتبّع محمود جبريل لـــ ’قطع رقبته‘.

في التسجيل الأول سقوط أخلاقي مريع، وفي الثاني تآمر للتصفية الجسدية لمعارض... زميل للمحمودي حتى أشهر قليلة مضت.

صُدمت لاكتشاف انحدار أخلاقي وصل بالبغدادي المحمودي إلى التلاعب بجثامين الأطفال، وصُدمت حين سمعت البغدادي المحمودي ضالعاً في التآمر لارتكاب جريمة قتل. والمجرم في الحالتين رئيس الحكومة... حسبت جرائم التصفية الجسدية من اختصاص أجهزة ومكاتب وفرق مختصة، فإذا بنا نكتشف أن دائرة هذا ’الاختصاص‘ أوسع من ذلك بكثير حتى أنها تشمل رئيس الحكومة شخصيا.

وصُدمت لجهلي بطبيعة هذه المجموعة المحيطة بسيدها كل هذه السنين.. إنها عصابة للجريمة المنظمة.. وكفى.

إن ما يجري في ليبيا الآن ليس ثورة على نظام حكم، بل عملية اجتثاث لعصابة جريمة منظمة استولت على الحكم بكل أدواته من حكومة وثروات وطن وأجهزة أمنية وعسكرية، لتنكّل بالليبيين وتذلهم وتمعن فيهم تجهيلا وإفقارا وتقتيلا. ولهذه العصابة وجوه أصبحت معروفة الآن، وهي لا تقف عند اللجان الثورية والأجهزة الأمنية وفرق الاغتيالات، بل تتجاوزها إلى كل الوجوه ’المحترمة‘ التي نشاهدها على الشاشات تقابل وتستقبل وتنظّر.. وزراء وأمناء ومستشارون ومثقفون و...ون و...ون.. من يدري. لعنة الله على كل أولئك في هذا الشهر الفضيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق