للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الثلاثاء 5 يوليه 2011

(139) رجال القذافي قادمون؟

نشرت جريدة الجارديان في عددها ليوم الأمس 4 يوليه مقالا تحليلياً لكاتبه توم ديل Tom Dale بعنوان "خطة الناتو الحقيقية لليبيا"، أجدها جديرة بالقراءة والتأمل.

المقال يفسر إلى حد كبير جمود الجبهات. ما الذي يمنع ثوار الشرق من استعادة البريقة وراس لانوف؟ هل يُعقل أن تكونا عصيتين على قوات الثوار وضربات الناتو معا؟ وكذلك الأمر بالنسبة لثوار مصراته في توقفهم عند زليتن. ويذهب إلى ما هو أبعد. بل إن المقال ينظر إلى نسق ضربات الناتو بين مراكز القيادة والسيطرة وبين الجبهات المختلفة خلال الأشهر الماضية ويراها تعزز وجهة النظر هذه.


يذهب الكاتب إلى أن حلف الناتو، الغرب، يسعى إلى تحقيق الاستقرار والنفوذ، والضامن الأفضل لتحقيق ذلك لديه هو رجال القذافي ناقص القذافي نفسه وعائلته‘، ولذلك يقوم الحلف بتهيئة الظروف لقيام رجال القذافي أنفسهم بتنحية زعيمهم [بالانقلاب عليه].

وينظر المقال إلى وتيرة ضربات الناتو بين مراكز القيادة والسيطرة في طرابلس من جهة وبين الجبهات المختلفة خلال الأشهر الماضية من جهة أخرى، ويرى فيها جزءا من تهيئة الظروف لهذه النتيجة. والوضع النهائي طبقا لخطة الناتو سيتقرر عن طريق التفاوض بين رجال القذافي والثوار. لذلك ينبغي أن يكون تحت سيطرة رجال القذافي جزء مناسب من التراب الليبي يسهّل عملية التفاوض المقبلة.

أي أن الناتو لا يريد للثوار دخول طرابلس وأقاليم أخرى من ليبيا لكي تكون ورقات يتفاوض بها رجال القذافي ـ بعد انقلابهم عليه ـ مع الثوار.

حسابات الليبيين يجب أن تفي بتحقيق غاياتهم هم، وإن أدت إلى افتراقٍ عن حسابات الناتو. يجب ألا نخشى افتراق الحسابات وقد افترقت المصالح. فلا تلاقي المصالح ينبغي أن يؤدي إلى التبعية، ولا افتراقها إلى العداء. إطالة أمد الصراع في انتظار انقلاب رجال القذافي عليه، تحقيقاً لمخططات الغرب، تعني إراقة المزيد من دماء الليبيين، وتعنى احتمالات أكبر لإشعال نار فتنة يسعى القذافي جاهدا لإثارتها.

لم يضحِّ عشرات الآلاف من شهداء الثورة بأرواحهم من أجل إزاحة القذافي مع الإبقاء على رجاله في السلطة؛ ذلك ثمن بخس؛ بل من أجل التخلص النهائي والتام من كل النظام برموزه ورجال خيمته وقيَمه وأخلاقياته. ومسؤولية الثوار ألا يسمحوا بسرقة ثورتهم.
الليبيون يريدون قطيعة تامة بهذا النظام من رأسه إلى آخر ذيل من ذيوله، ومن بعد ذلك سيكون لهم القرار في العفو كما في القصاص وتحقيق العدالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق