للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الإثنين 4 يوليه 2011

(138) الفريق الثالـث
أتناول الصحف القاهرية بأهرامها وأخبارها ومصريها اليوم. أجول بنظرى بين العناوين من الصفحة الأولى حتى الأخيرة، لأجدها معنية بالشأن المصري أولا وأخيرا، لا تكاد أخبار العالم من حول مصر تشكل شيئا لديها. الاستثناء البارز هنا هو أخبار الكرة.

وتجد الليبيين في متابعتهم لنشرات أخبار القنوات التلفزيونية ضجِرين من متابعة للنشرة لا مناص منها إلى حين يأتي دور الفقرة المتعلقة بثورتهم. ليست متابعة ثورة اليمن أو سوريا بين اهتماماتهم، ناهيك عن زلزال وسونامي اليابان وكارثة مفاعل فوكوشيما!
نشهد انكفاءً إلى المحلي.. إلى الذات. ربما كان ذلك طبيعيا متوقعا.. علماء الاجتماع هم من يخبرنا عن ذلك. ولكن هل هو صحي إذا طال؟


ثورتا مصر وتونس بالذات جديرتان بالمتابعة الدقيقة من الليبيين، رغم اختلاف الظروف. ماذا يحدث بالبلدين من تشكّلٍ جديد، وإلى أي مدى هو يعكس تطلعات الجماهير؟ وما دور القوى الأجنبية فيه؟ ما هي أهداف تلك القوى وما هي أدواتها وإلى أي مدى هي ناجحة في تحقيق ما تريد؟

في الحالتين، مثلا، نرى الغرب يفضل القديم المجرَّب. يتدخل الغرب لصالح الثوار وينحاز إليهم فيما يتعلق بإزاحة رأس النظام ورموزه، ويتوقف عند ذلك. يكسب الغرب بـ ’انحيازه إلى الثورة‘ شعبية لم يكن يحلم بها، ثم يبدأ العمل لتشكيل نظام جديد لا يختلف في ولاءاته وتوجهاته العامة عن سابقه.

لقد أعطى القذافي في آخر نسخه للغرب كلّ ما أراده بدءاً من الرضوخ لابتزاز لوكربي وانتهاءً بكل قضايا الأمة. أصبحوا حلفاء، ورجاله مجرَّبين موثوقين. إلا أن ثورة المسحوقين على مدى أربعين عاما فاجأتهم جميعاً.

القذافي يفهم ما يريده الغرب جيدا، وهو مستعد لإعطاء كل شيء في سبيل بقائه، وأولاده من بعده، جاثما على صدور الليبيين جيلا بعد جيل. لذلك رأينا سيف القذافي في مقابلته مع تي إف 1 الفرنسية يوم أمس يسأل الفرنسيين عن الذي ساءهم من النظام؟! هل هي عدم إتمام صفقة طائرات رافائيل؟ هل هي شروط عقود النفط؟ هل هي عقود شركاتكم؟ ويقول لهم إن النقاش في كل هذه المسائل يكون مع نظامه وأبيه. هل تريدون انتخابات في ليبيا؟ هل تريدون أن يكون لنا دستور؟ هل تريدون وقفا لإطلاق النار؟ نحن موافقون.. الطرف الآخر هو الذي لا يريد.

طبيعي أن يعمل الغرب على تنصيب ’المجرَّبين الموثوقين‘ على رأس السلطة في العهد الجديد.. ولعلهم في الحالة الليبية هم من يُسمَّون بالفريق الثالث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق