للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الخميس 14 يوليه 2011

(149) ساحـة التحريـر
بنغازي الحرة لا تكتمل من دون ساحة التحرير. يبدأ عدد المعتصمين بالساحة في التزايد مع قرب موعد صلاة العشاء، وتكون غاصة بالمواطنين مع الساعة العاشرة. الاعتصام هنا تعبير عن تضامن أهل بنغازي مع إخوتهم في المدن والمناطق المحاصرة، وعن إصرارهم على إكمال المشوار بالقضاء نهائيا على عهد الاستبداد. والساحة منصة إعلامية وخطابية حيث تُنقل أخبار اليوم، ويُستقبل ضيوف المدينة، وتُلقى مختلف ألوان الإبداع من شعر وغناء شعبي. بالساحة مهرجان شعبي نابض بالحياة والحماس.

للنساء حضورهن، وقد أُعدّ لهن ركن خاص مسيّج... لماذا ركن خاص ومسيّج للنساء؟ أجد الفصل بين الرجال والنساء بهذا الشكل الفج غير منسجم مع المعروف في مجتمعاتنا، ومخالف للمقبول من اختلاط المرأة مع الرجل بكل الاحتشام والاحترام، ومتناقض مع حقيقة توجه النساء للسهر خارج بيوتهن أساساً. ومع كامل الاحترام لكل عالم في الدين، لا أرى فيما أعلم مبررا موجبا للفصل بهذا الشكل. بعض النساء لا يلتزمن بالتواجد في المساحة المخصصة لهن، والبعض من هؤلاء منقبات بالكامل!

أتى في إحدى الأمسيات الناطق العسكري فأعطى بيانا مفصلا لسير العمليات العسكرية... أحاط به ورافقه عند خروجه جمهور غفير من المواطنين محيين له ومصافحين... قال لي صاحبي "هل يريد الناس صناعة متسلّطين جدد.. وخاصة من العسكر؟ يجب أن نحذر".
ساحة التحرير (وهذا واحد من أسمائها) معرض كبير للرسوم الجدارية وصور الشهداء. والخيام بها كثيرة تضم تجمعات فئات بعينها، ومعارض كان منها في الأيام الماضية ’معرض الكتاب الممنوع‘ ومعرض لصور شهداء بوسليم. وهناك أكشاك الأطعمة والمشروبات والمنتجات التذكارية تحمل علم الاستقلال.

إلى جانب صور الشهداء نجد صور عمر المختار في كل مكان، وتأتي بعدها صور الملك السابق إدريس.

هو مهرجان شعبي كبير يختلط فيه الفرد بغيره من المواطنين من كافة الفئات. البعض مواظب على الحضور اليومي منذ بداية الاعتصام، وقال لي أحدهم أنه باقٍ حتى النهاية.. نهاية القذافي. هناك الطفل والشيخ والمرأة والقعيد وأبو الشهيد وأخت الشهيد، والقادم من مصراته يروي قصص البطولة فيها وقصص جرائم وغدر وخيانة الطرف المقابل ومن انضووا تحت أعلامه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق