للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الإثنين 11 يوليه 2011

(146) من عصر إلى عصر
عبر مشاهد من سوء الإدارة، ومن فساد لم تكن يوماً خافية على أحد، وجريٍ وراء لقمة العيش بكل الوسائل المبتكرة والمحسَّنة على مدى عصور طويلة... وعبر معاناة نتيجة كل ذلك استمرت ساعات طويلة على بوابة مصر الغربية، عدت إلى الوطن المحرر من إرهاب وطغيان استمرا لأكثر من أربعة عقود طويلة ثقيلة. رأيت العلم الجديد القديم مرفرفا بشموخ.. وتخيلته عاتباً أننا استبدلنا أعلام الطاغية بنجمته وهلاله.. لقد نبذناه  وصاحبَه بسهولة وعدنا إليه بعد اثنين وأربعين عاما من دون تردد. أمامه دمعت عيناي، فهذا يوم لم أكن أحلم يوماً أنني سأشهده.

تركت ورائي مصر ثورة 25 يناير لألتقي ليبيا ثورة 17 فبراير، متمنيا ألا يلحق فبراير بيناير منتهيا بانتصار على الرأس من دون انتصارٍ على النهج والقيم والسلوك.

كان المسؤولون على بوابة امساعد مهذّبين مرحبين. والطريق منها آمنا وخاليا من أي مظهر عسكري أو أمني. لا أحد يوقف سيارة أو يسأل مسافرا أو يتفحص محتويات. ربما كنت سأزداد اطمئنانا لو أنني قابلت شيئا من إجراءات الأمن المتوقعة في مثل هذا الظرف الاستثنائي.

كان غريبا أن أتجول في بلادي  وقد انزاح شبح ’الأخ الكبير‘ بصوره ورجال أمنه الداخلي والخارجي ولجانه الثورية والمتبرعين بالبصاصة. تحتاج أن تستذكر أنه بالفعل قد رحل. وهو بالفعل قد رحل وإلى غير رجعة رغم فرقعاته الصوتيه وحمزته وشاكيره ومرتزقته من ليبيين وغير ليبيين.

وتتفحص الوجوه لتجدها غير الوجوه، والكلمات لتجدها غير الكلمات. ليبيون جدد خلعوا ثياب خوف سيطر على الليبي حتى أثناء نومه. انتهى الخوف.. وأعاد الليبيون اكتشاف أنفسهم... استعاد الليبيون أنفسهم وهويتهم.

أما في الأخبار فهناك قرار القضاء المصري بإغلاق قنوات النظام على قمر نايلسات... وهو قرار قد يجد أو لا يجد طريقه إلى التتنفيذ. وهناك اتصالات فرنسا بانظام من أجل الوصول إلى ’حل سلمي‘. الحقيقة أنه لا حل سيرضى به الليبيون ما لم يحقق رحيل القذافي وأولاده تماما ونهائيا عن أي سلطة. والليبيون في الميدان هم وحدهم القادرون على فرض الحل الذي يرتضونه، ومن أجله قدموا عشرات الآلاف من الشهداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق