للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الجمعه 1 يوليه 2011

(135) مليونية شاكـير


الليلة الماضية هلّل تلفزيون القنفود وكبّر، خاصة في سهرته اليومية مع شاكير، لمظاهرة ’مليونية‘ تارة وتبلغ مليونين تارة أخرى، ستخرج اليوم الجمعه إلى الساحة الخضراء تأييدا للقائد وتنديدا بالخونة وبالناتو. كانوا على ثقة بأن آلافا من الليبيين سيتم حشدهم إلى الميدان، فهم يعرفون وسائل الحشد التقليدية ويعرفون ما قد جدّ عليها من جديد.


سؤال بسيط جدا: كيف سيخرج ليبي إلى أي مكان وهو لا يملك وقودا لسيارة ينتقل بها.. ومن الذي سيخرج في مظاهرة مستعملا شيئا من البنزين تحصل عليه بعد انتظار استمر أسبوعا كاملا بأيامه ولياليه، إن لم يكن أكثر، أمام محطة الوقود، أو دفع أربعة دينارات أو أكثر للّتر الواحد بدلا من 15 قرشا؟

ليست هذه المرة الأولى التي يدفع فيها النظام بالآلاف في الشوارع، بعضهم طواعيةً وأغلبهم رغم إرادتهم. للنظام أساليبه التي خبرها الليبيون جيدا وله الجديد منها بالتأكيد. يُبلّغ الموظفون بالإدارات والشركات الحكومية بضرورة التواجد في مكاتبهم في اليوم المعلوم، وأن الحافلات سيتم توفيرها لنقلهم للمشاركة في تظاهرة ما، ويتم التهديد بأنه سيتم تسجيل الحضور، وحجْب مرتب من يغيب، وربما فصله... فصلٌ من الوظيفة في وقت تضخمت البطالة بدرجة كبيرة بعد رحيل الشركات والمقاولين الأجانب. والطلبة تحت التصرف دائما... اليوم يوم جمعة وقد تمت امتحانات الغالبية؟ هناك التهديد بحجب نتائج الامتحانات والتسجيل للعام التالي. وهناك سلاح المال الحاضر دائما، مثلما هو الحال في سهرات باب العزيزية. وسيكون هناك تواجد كثيف من طرف عناصر إجرامية مسلحة تهدد من يخرج عن النص.. بل من لا يلتزم بالنص هتافا وصراخا بشكل أو بآخر.

لا شك أن كل هذه الأساليب وغيرها تمّ استعمالها هذا اليوم من أجل ملء الساحة بكتلة بشرية ترضي الطاغية في أيامه الأخيرة وتمرّر كذبة أخرى على العالم.

ولا أبرّئ أنفسنا نحن الليبيين. لقد تعوّد القذافي على الوصول إلى غايته منا بالتخويف والترهيب.. بالقتل والتعذيب وهدم الممتلكات... والآن بالاغتصاب.. أحدث ما في جعبته من أسلحة.

تعلّم الليبيون التكيف مع كل ما يقذفه القذافي في وجوههم.. طوابير البنزين الكبرى مثال حي على ذلك.. نتبادل الانتظار على مدى أسبوع كامل أو أكثر، مع جار أو قريب أو صديق حتى يصلنا دور تعبئة السيارة بالبنزين، بعضنا أحضر سندوتشاته وبعضنا ’يبكبك‘ على جانب الطريق... ومساء نصفق لطيران الناتو يقصف باب العزيزية.

ولكن حاجز الخوف قد انهار، في الشرق ومصراته والزاوية وزواره وجبل نفوسه، وفي طرابلس نفسها.. فشلوم وسوق الجمعه وتاجوراء والسياحية وغيرها... الثوار مطبقون على النظام.. أما النظام نفسه فلا يزال يتصرف طبقا لقواعد لعبة انتهت.. بنفس أساليبها وأدواتها ومفرداتها، ولن يجديه ذلك نفعاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق