للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


السبت 2 يوليه 2011

(136) أصفار الحشـود
كان منزعجا جدا من حجم الحشد الذي شارك في تظاهرة القذافي يوم أمس.. كيف يخرج هؤلاء الناس؟ ما هي أصناف الضغوط التي مارسها النظام على هؤلاء، وما هي الإغراءات؟ وهل وهل وهل؟ كل هذه أسئلة مشروعة، ولكن يبقى أن نتذكر أن عدد سكان مدينة طرابلس يفوق المليون ونصف المليون.. كم يشكل الذين تظاهروا من سكان مدينة طرابلس؟ والتلفزيون الرسمي نفسه تحدث ليلة الخميس/ الجمعة عن حشود ستتوجه إلى طرابلس من بني وليد والجفارة والخمس.. ولم يستح مستضيف شاكير من أن يضيف إليها مدينة الزاوية!

ليس كل الناس على نفس الدرجة من الوعي أو التعفف، فقد رأينا، على سبيل المثال، كيف غصت شوارع طرابلس بالمواطنين والمواطنات ينتظرون الساعات الطوال أمام المصارف لاستلام الـ 500 دينار في شهر مارس الماضي؛ هي لحظات ضعف لدى البعض، وظروف طاحنة لدى البعض الآخر، وانتهازية لدى المغفلين... ولا زلنا نرى بعض الشباب يتوجهون إلى خربة العزيزية كل ليلة مقابل ما أصبح معلوما للجميع. لكلٍ أسبابه، وكما في كل البلاد وفي كل الأزمنة، سيوجد دائما كل ألوان السلوك والمعتقد.

وليس خروج من خرج من الليبيين في شرق البلاد وغربها مرحبين بموسوليني نفسه ببعيد... من يذكر ذلك الآن؟ وماذا يمثل أمام جهاد الليبيين وتضحياتهم ضد المحتلين الفاشيست؟ صفراً. وكذلك حشْد القذافي يوم أمس وكل ما سبقته من حشودٍ ساقها سوقاً إلى الشوارع... زَبَدٌ سيذهب جُفاءً.

الجديد في كلمة القذافي من مخبئه يوم أمس كان اعترافه لأول مرة أن مصراته وجبل نفوسه قد خرجا عن سيطرته، داعيا القبائل للزحف عليهما بالملايين. أما بنغازي فقال إنها ’ساهلة‘ فقد بدأت فيها التحركات والتفجيرات. يبدو أن القذافي يستقي معلوماته من برنامج شاكير.

وكما تتراكم أعداد الشهداء والمصابين ويزداد الدمار مع كل يوم جديد، يزداد القلق والإنهاك النفسي، ونقترب من الفتنة التي يعمل القذافي جاهدا لإذكاء نارها بين الليبيين. التعجيل برحيل القذافي ونظامه رهن بالتقدم العسكري وبانتفاضة شعبية داخل طرابلس نفسها. ولا يبدو أن هناك شهية لدى الدول الفاعلة للقيام بعمل حاسم بعد. في المجال العسكري بإمكان المجموعة الدولية تسليح الثوار تسليحا مناسبا وتشديد الضربات إلى الحد الذي يقلب ميزان القوى لصالح الثوار. وفي الميدان السياسي والاقتصادي والمعنوي سيكون على قدر كبير من الأهمية أن يرى الليبيون في مدينة طرابلس والمناطق التي يسيطر عليها القذافي أن عهداً جديدا قد بدأ بالفعل، وأنه أمر واقع يستحيل أن يعود إلى حكم القذافي مرة أخرى. سيساعد في هذا السبيل أن نرى دول العالم قد وضعت ثقتها نهائيا في المجلس الوطني الانتقالي، وأن تفرج عن أموال الليبيين المجمدة لصالح الشعب الليبي على كل الأرض الليبية.

عند ذلك سيتصرف الجميع على أن النظام قد ولّى بالفعل؛ سينتفض من ينتفض، وينشق من لم ينشق بعد، ويعيد حساباته من تيقّن بعد شك في أن القذافي قد انتهى.

للغرب دور حاسم في التعجيل برحيل القذافي ونظامه أو تأجيله، وفي الميزان مصالحه. المطلوب عمل حاسم وعاجل، حتى لا تتحول ليبيا إلى بلقان التسعينيات أو إلى صومال جديد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق