للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الجمعة 8 إبريل 2011

(52) وراء الأقنعة

عندما يتخلى قوي بلا أخلاق عن قناعه الزائف يظهر على الشكل الذي شاهدنا فيه نائب قائد حملة حلف الأطلسي في أجواء ليبيا، الأدميرال هاردينج. خرج علينا هذا الصباح رافضا بكل وقاحة وصلف أن يعتذر عما قال إنه كان خطئاً من قواته عندما قصفت الثوار على طريق البريقه مما أدى إلى استشهاد عدد منهم. نتذكر أنهم اعتذروا عندما قصفوا سفارة الصين في الصرب سنة 1992. ولكنها الصين في تلك الحالة، وما نحن غير مجموعة من البشر الضعفاء نتوسل العالم أن يأتي ليكف عنا يد القتل الجماعي، وصدّق البعض منا أنهم أتوا فعلا من باب القيم والدوافع الإنسانية لا غير. كان هناك مدخل إنساني بلا شك، ومعه ما معه... ويبقى السؤال: هل كان خطئاً؟
سمعت من القادمين من الجبل الغربي عن الخيام والآليات، بما فيها الدبابات، بأعداد هائلة عند سفح الجبل الغربي، تغذي الحملات على مدن الجبل ومتربصة شراً بطرابلس متى تحركت. وليس في المنطقة كلها تجمعات سكانية أو نشاطات مدنية. سيسهل على سكان الجبل إذا ما تم تحييد هذه المعدات والذخائر أن ينتزعوا حريتهم نهائيا من كتيبة سحبان المتمركزة في غريان بشكل أساسي، وسيتيسر التواصل بين الجبل من ناحية وطرابلس والزاوية من ناحية أخرى. لماذا لا تُقصف؟ سؤال من بين أسئلة كثيرة محيرة.
لقد خسر الغرب كثيرا بخروج سيف بخطابه في بداية الأحداث وما ظهر علنا من دوره في التحريض وقيادة العمليات الدامية وتدمير المدن وتهجير السكان... في الجرائم الجارية ضد الليبيين على يد الكتائب. لقد خسر الغرب شخصا قد أعده إعدادا ممتازا لاستلام الحكم في ليبيا من أبيه. مصالحهم ستكون في أيد أمينة، وستستمر ليبيا تحت قيادته في لعب الأدوار الخبيثة والتخريبية في المنطقة العربية بما يخدم تلك المصالح بما فيها مصالح إسرائيل. وخلقت له شركات العلاقات الغربية صورة لامعة في الغرب وصورة مقبولة إلى حد كبير داخل ليبيا على أساس أنه سيوفر المخرج الوحيد المتاح من قبضة أبيه. ولم يكن لديهم  ‘لاعب احتياط’. هل يحاول الأتراك الآن تسويق سيف لليبيين مرة أخرى؟ يجب أن يعرف الأتراك ومن وراءهم أن سيف قد حرق أوراقه وأن وقته قد فات. وأننا كليبيين نحمد الله أن قامت ثورة 17 فبراير لتسقط القناع وجه كريه.. ولكنهم سيحاولون إن كان ذلك طريقهم الوحيد لحماية مصالحهم.
ليس صحيحا أن الوقت في صالح النظام، فهذا ما أسمعه يتردد من كثيرين في وسائل الإعلام. في المناطق التي يسيطر عليها ظروف ومتغيرات تجعل المرء يتساءل كم من الوقت سيستمر في التظاهر بأن كل شيء على ما يرام مقيماً الحفلات في باب العزيزية كل ليلة.. وإلى متى سيطول احتمال الناس. هناك نقص حاد في السيولة النقدية مما اضطر السلطات إلى وضع حد أعلى للمبالغ المسموح بسحبها من المصارف في كل شهر. أسعار المواد الغذائية في تصاعد مستمر. هناك نقص في البنزين، ومن قبلها في غاز الطهي، وظهرت للبنزين سوق سوداء موازية. قطعت الاتصالات والسفر من وإلى الشرق وإلى مصراته. الزاوية محاصرة. مدن الجبل الغربي واقعة تحت حصار وقصف يومي، والسفر بينها وبين طرابلس يتم بمشقة كبيرة عبر نقاط التفتيش العديدة. السفر إلى الخارج يتم بصعوبة بالغة عبر منفذ راس اجدير فقط. سفر الأجانب أدى إلى خلخلة كبرى في النشاطات الاقتصادية. الشركات الأجنبية غادرت البلاد.  قطاع النفط متوقف. قطاع البناء متوقف. مصانع كثيرة متوقفة. قطاع الخدمات أصيب بضرر شديد، فالفنادق والمطاعم والمحلات التجارية وغيرها تعتمد اعتمادا كبيرا على العمالة الأجنبية وعلى الزبائن الأجانب. المطار مغلق والإنترنت مقطوعة. الأسماك فقط سعيدة بما يجري، فالصيد البحري هو أيضا متوقف. كل ذلك أدى إلى انقطاع مصادر الرزق عن نسبة كبيرة جدا من الناس. سيأتي وقت قريب جدا يحدث فيه انفجار من نوع ما. علينا الصبر والثبات، وستأتي هبة تسقط النظام في وقت أظنه غير بعيد.
سمعت من إذاعة مصراته وقناة ليبيا الحرة عن عناصر مغرر بهم ضمن كتائب القذافي. وأعرف ذلك من واقع جيران يحكون عن ذهاب ابن فلان إلى اجدابيا مثلا ... لتحريرها.. نعم لتحريرها. الكثير من هؤلاء واقعون تحت تأثير غسيل أدمغة يجعلهم يعتقدون أنهم ذاهبون لتحرير أجزاء من الوطن من الإنجليز والأمريكان والقاعدة (خلطة عجيبة)، هذا بالإضافة إلى الوعود بالمال والسيارة والمنزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق