للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأربعاء 22 يونيه 2011

(127) الجـن وسليمان.. والإنترنت


أينما حللت، في تونس أو روما أو القاهرة، سيكون أول أسئلتهم متى عرفوا أنك ليبي: "متى هو ذاهب؟"... والإجابة الدقيقة هي أنه بالفعل قد ذهب، ولكن المحيطين به من أبناء وأبناء عمومة وشغالين في مختلف درجات الأستاذية والدكترة يتملكهم الخوف، خوف الجن من سليمان وقد مات. حاشى أن أشبه الطاغية بسيدنا سليمان ولكن هناك وجه شبه بين ما حلّ بالجن عنده والخدم المحيطين بطاغوت ليبيا: (ما دلّهم على موته إلا دابةُ الأرضِ تأكلُ منسأتَه فلما خرَّ تبيّنت الجنُّ أنْ لوْ كانوا يعلمون الغيبَ ما لبِثوا في العذابِ المُهين.... صدق الله العظيم)... ومثلما الاستبداد مفسدة مطلقة، الخوف كذلك مفسدة مطلقة، كما يقال، فهل لهؤلاء من دابّةِ أرضٍ تنقذهم من مهانتهم؟

الاتصالات بالمناطق المحررة وداخلها صعبة للغاية. ليس من السهل الحصول على خط عامل من خطوط ليبيانا في بنغازي، وشبكة المدار لا تعمل، والإنترنت تكاد تكون غائبة تماماً. أفهم أن يقطع النظام المنهار اتصالات المناطق المحررة بتلك التي يسيطر عليها، ولكنني لا أفهم لماذا لم يقم المسؤولون في المجلس الوطني وملف الاتصالات بمعالجة الوضع داخل المناطق المحررة ومع العالم طوال هذه المدة. الاتصالات عصب العلاقات الاجتماعية والأسرية، وهي عصب اتصالنا بالعالم من حولنا وإيصال صوتنا له في هذه الفترة العصيبة. لماذا نتركها شبه مقطوعة؟ لماذا لا يتواصل المواطنون في المناطق المحررة مع العالم عبر الإنترنت؟ لقد قطع النظام شبكة الإنترنت تماما حيث يبسط سيطرته، ومن يُكتشف أن له اتصالا عبر شبكة خاصة تركها أصحابها عاملة رغم الأوامر المشددة بقطعها، يكون له من العقاب ما نتصور ولا نتصوّر. ذلك مفهوم بالنسبة لنظام قمعي منهار... ولكن في بنغازي المحررة؟ بإمكان السلطة في بنغازي استقدام شركات تقوم باستئناف الخدمة على ليبيانا، وبتشغيل أصول المدار في المناطق بما في ذلك الترددات الثمينة. نعم هناك تعقيدات قانونية وتجارية، ولكن الظرف قاهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق