للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الخميس 21 إبريل 2011

(65) السلطان حَسْ

تناقص حركة السيارات في شوارع طرابلس ملحوظة جدا هذه الأيام.. إنه النقص في البنزين. في بعض مناطق البلاد لا يوجد بنزين أساسا.
أسمع إطلاقات نارية في منطقة سكني الآن.. لم نعد نعيرها اهتماما كبيرا كما في السابق.
ثوار جبل نفوسه يهزمون الكتائب ويطردونها من منطقة وبوابة وازن الحدودية مع تونس. أكثر من مائة من الكتائب يفرون عبر الحدود إلى تونس، ويتم أسر آخرين.
شاهدت مفتاح بوكر على قناة ليبيا الحرة اليوم. تخلل المقابلة تعليقات من عمر الكدي. نفى مفتاح أن يكون في مصر في مهمة تتعلق بتجنيد مرتزقة من الصحراء الغربية المصرية... أتفهم النفي. ولكنني لم أفهم وصفه بالمنشق عن النظام. لم يكن في حديثه ما يشير إلى انشقاقه عن نظام كان أحد أعمدة لجانه في بنغازي في سنوات كالحة السواد. الكدي قال إنه ربما أراد أن يمسك بالعصا من وسطها، أو ربما أراد أن يلعب دور وساطة ما. العديد من خُلص النظام يحاولون النأي بأنفسهم عن سفينة تغرق.. وقد لا تغرق، فهم أول المصدقين لبروباجندا الحل النهائي والقائد العظيم الباقي أبدا.. أستغفر الله. يرتعدون خوفا لمجرد التفكير في احتمال زوال الطاغية... خوفا منه وخوفا على أنفسهم من بعده.
على شاشة التلفزيون الآن خبر أن أوباما أذن باستعمال طائرات من دون طيار في ليبيا. هذه، فيما أعرف موجهة عن بعد ودقيقة في ضرب أهدافها.. بها يضربون أهدافا في أماكن مزدحمة بدقة كبيرة، سيارات بعينها أو افرادا... هذا سيكون تغيرا نوعيا كبيرا أو حتى حاسما ما يعتمد على الأهداف المختارة... المهم ألا ينزل جنود إلى البر الليبي... ولا زلت أفضله بالكاناتيرا!
طرائف القنفود وشقيقاته ليست حكرا على الليبيين يتندرون بها. الجزيرة بثت تقريرا هذا المساء تضمن عينات من البرامج التي يتحف بها المسؤولون بهذه القنوات مشاهديهم الليبيين. لعل أطرفها كان ذلك المشهد الذي رفع فيه شاكير يديه وأغمض عينيه مخاطبا سلطان الجن، السلطان حَسْ، لكي ينزل غضبه على حلف الأطلسي... دليل لمن لا يزال بحاجة إلى دليل على تخلف النظام وقائده وأعوانه. نظام يستعين بالسحرة والمشعوذين والسلطان حس في إدارة أمن البلاد... أمنه الشخصي في الواقع.
المشهد الثاني الذي لن يمحي من الذاكرة بسهولة كان مقطع فيديو أعيد بثه الليلة الماضية نقلا عن اليوتيوب. أسرى من الثوار جمعهم عدد من جنود الكتائب في فناء مسيج، قيّدوا أيديهم وراء ظهورهم، أمروهم مع الضرب والركل والشتم أن يهتفوا "الله، معمر، ليبيا، وبس". وهتف الأسرى، واستمر الضرب واستمر معه الهتاف، وانتهى الفيديو قبل انتهاء الحفل المرعب والمخزي الذي أقامه أشباه بشر لا يملكون ذرة من رجولة أو شرف أو خو ف من شديد العقاب... أشباه الرجال هؤلاء هم أنفسهم الذي يخرجون في كل مناسبة يرقصون و‘يشتّوا’ لقائدهم... الذي ربما يكون هو نفسه السلطان حس الذي يتوسل إليه شاكير في سهرات القنفود.
تخلف وسحر وشعوذة وإرهاب وسادية وأمراض حكمت البلاد وتمكنت من أهلها ومقدراتهم على مدى 42 عاما. مهزلة عشناها ما يقرب من نصف قرن... لا أجد تفسيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق