للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأربعاء 20 إبريل 2011

(64) الكرة تتدحرج

رئيس المجلس الوطني استُقبل اليوم في الإليزيه. في المقابل عرض القنفود مشاهد للقائد يستقبل الشيخ الزناتي في خيمته!
مقابلة لوزير خارجية النظام مع البي بي سي الليلة الماضية. منذ بضعة أيام وصف سيف الحديث عن تنحي والده بأنه شيء سخيف.
البي بي سي تقول الآن إن وزير خارجية النظام لمح إلى مناقشة كل شيء بما في ذلك مصير القذافي. هذه أول إشارة إلى أن الكرة بدأت تتدحرج، وستنتهي حتما حيث التخلص منه وأسرته... سيأتي المزيد من التحرك في هذا الاتجاه مع تفاقم الوضع الداخلي للنظام. الملاحظة الثانية هي أن موسى إبراهيم، الناطق باسم القذافي، كان أثناء المقابلة جالسا على رأس الطاولة بين عبد العاطي ومراسل البي بي سي.
هل المراقبة شديدة وفجة إلى هذه الدرجة؟ ووضع النظام متفاقم بالفعل، والدليل استغاثته اليوم بطلب رفع ‘الحصار البحري’ عن السلع والمواد غير العسكرية، خاصا بالذكر المحروقات التي منع أسطول التحالف نقلها من وإلى الموانئ الخاضعة لسيطرة النظام. لقد منع أسطول التحالف كما سمعت صباح هذا اليوم حمولة من وقود الديزل من التوجه من الزاوية إلى الخمس حيث توجد محطة توليد كهرباء رئيسية.
توليد الطاقة الكهربائية وتموين الكتائب بالمؤن والسلاح والذخائر سيكون متعذرا عما قريب... واتصالاته تتلقى ضربات جوية متتالية... كم من الزمن سيستطيع المقاومة حتى صدور شهادة الوفاة أو الخروج بالكاناتيرا؟
مقابلة من الجانب الآخر أجرتها البي بي سي نفسها كانت مع المواطن بو حامد. إنه واحد من قلة قليلة من سكان اجدابيا الذين صمدوا وأبوا أن ينزحوا عنها تحت أقسى ظروف القصف والإجرام من طرف الكتائب. كان الرجل قد أمضى 21 عاما في سجن بوسليم، وقال إنه لن يترك مدينته تحت أي ظرف، وأن الليبيين مستعدون للتضحية بكل شيء مقابل حريتهم. رأيت في بو حامد مثالا لمقاومة الكثير من الليبيين ونضالهم على مدى أربعة عقود ضد الاستبداد والظلم والسفه... كما كان للنظام خدامه المخلصون الطيعون حتى آخر ساعة
الثوار في مصراته يحرزون تقدما، وفي الجبل ثابتون. ما هو مبرر إرسال قوة مسلحة أوروبية لحماية ممر للإغاثة في مصراته؟ واضح أن مصراته ينقصها السلاح لا الرجال... هناك بعض التحركات في طرابلس، قد تتصاعد.
النقاط الأمنية في طرابلس تتكون الآن من عناصر نسائية مسلحة. هناك تذمر شديد وحكايات عن احتكاكات ومواجهات كلامية. طوابير البنزين تزداد طولا كل يوم. أحدهم قال لي إنه انتظر دوره من الساعة التاسعة مساء أمس إلى السادسة من صباح اليوم.
ثوريات وثوريون كبار خلعوا رداء الشنق والتعذيب وتوجهوا إلى المدارس مرشدين طلبتها وطالباتها محذرين من الاستماع إلى الإشاعات والقنوات المغرضة... هؤلاء يعرفون أن لا مكان لهم في ليبيا الجديدة. سيلاحقهم ماضيهم ويقذف بهم إلى حيث يستحقون.. قد يكسبون وسيدهم دقائق من الوقت الضائع، لا أكثر.
ليبيا بالنسبة للقذافي مشروع تجاري عائلي a family business  بدأه بالاستيلاء على وطن. قضى عمره وثروة الليبيين معه في تأسيسه وتأمينه لأولاده من بعده.. تشمل أصول مشروعه 1.8 مليون كيلومتر مربع من الأرض في موقع جغرافي ممتاز من العالم، و1800 كيلومتر من شواطئ البحر المتوسط وأكثر من مليوني برميل من النفط في اليوم. مرجعيته في التأسيس لمشروعه هذا وتوطيد أركانه لم تستند إلى أخلاق أو انتماء وطني أو ناموس من الدين أو العرف... غايته بررت له كل الوسائل.. دائما.. واللي تغلب بيه العب بيه، كما يقال... قتل وسرق وحرق وعذّب وخرّب وشنق.. نشر الفساد والجهل والفوضى الممنهجة لخدمة مشروعه.. أنشأ عصابات من ليبيين وغرباء وسلحهم وأطلقهم يعثون في الأرض فسادا... مرة أخرى إلى المدى الذي يخدم أغراض مشروعه ويؤمن بقاءه. والآن عندما رأى نفسه قاب قوسين أو أدنى من قطف ثمار المشروع بتسليمه إلى أحد أبنائه، يفاجأ ‘بالمستخدمين’ في المشروع ينتفضون لاساترجاع وطنهم من سراقه. لذلك أتفهم غضبه وأتفهم الأسلحة التي يستعملها ضد ‘شعبه’؛ فمرجعية أفعاله هي ذات المرجعية لم تتغير منذ بدأ تأسيس مشروعه... مسكين... المشروع يبّي يريح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق