للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الثلاثاء 19 إبريل 2011

(63) ترقب

الجبل الغربي مشتعل، والشهداء حسب التقارير فاق عددهم المائة. ثوار مصراته يحققون تقدما في شارع طرابلس وفي غيره من مناطق المدينة. شريط فيديو هزيمة الكتائب في إحدى المدرس الذي عرضته الجزيرة الليلة الماضية كان حديث الناس اليوم، وشريط معركة مركز البريد هذه الليلة سيكون حديث الناس يوم الغد. جبهة البريقة تبدو ساكنة.
الأنباء هذا اليوم تفيد بان هناك إعدادا لإرسال فرق إغاثة مصحوبة بقوة من الاتحاد الأوروبي تفتح ممرا للإغاثة في مصراته. مهمة القوة لن تكون قتالية؛ هي لحماية فرق الإغاثة؟ بريطانيا وأمريكا تبعث بمستشارين للجيش الوطني في المناطق المحررة. ما عسى هذه التحركات تحمل للأيام المقبلة.. وعلى المدى البعيد؟ الجانب الوطني الليبي في موقع ضعف.
حكومة القذافي قبلت دخول مساعدات إغاثة. الإذاعة التونسية سعيدة بالخبر حيث أن برنامج الغذاء العالمي قد خصص 30 مليون دولار لشراء احتياجات غذائية من تونس وإرسالها من هناك إلى ليبيا. الإذاعة تنقل خبر بدء وصول هذه الإعانات، بما فيها الدقيق، إلى طرابلس نفسها. هل هذا دليل على بدء نضوب الموارد المالية المتبقية لديه، أم أنه رضوخ للضغوط الدولية؟ أظن العقوبات الدولية قد بدأت تؤتي ثمارها. ليبيا القذافي تمدّ يدها لقبول مساعدات إغاثة!!!
ويستمر وقع الحياة في طرابلس بطيئا... حالة من الترقب والشعور بشيء من الإحباط. لقد تحرك جانبا ذلك الزخم من التفاؤل بقرب الخلاص الذي كان الناس يرونه على بعد أيام قليلة. وبالرغم من ذلك، تقول لمحدثك إن الأمر قد يستغرق أشهرا طويلة فترى الصدمة والنفي باديين على الوجوه... مش ممكن.. مستحيل.. يقولون... فال الله ولا فالك. نريد أن نطمئن أنفسنا بأننا على الطريق، ولم يبق إلا القليل. الإحباط على جانب النظام، في تصوري، أكبر بكثير ويشتد مع مجريات الأحداث كل يوم. المؤثرات في هذا الاتجاه عديدة: 1) تدهور الظروف المعيشية من حيث توفر المواد التموينية والوقود، وارتفاع الأسعار، وازدياد البطالة، ونقص السيولة النقدية. 2) بث صور مأساة مصراته والجبل على الفضائيات بشكل  لم يكن متوفرا فيما سبق. 3)  تزايد الأخبار عن موتى الكتائب من مجنديها الليبيين. 4) انكشاف كذب وزيف أبواق النظام لدى المنخدعين به أنفسهم... لهذا أرجح قرب النهاية مرورا بتصدع النظام أو تفجره من الداخل... أمل؟ نعيش على الأمل كل صباح.
أمامي واقفا في سيارته عند إشارة مرور طال انتظار تغيرها إلى الأخضر... صورتان للقذافي تغطيان زجاج سيارته الخلفي بأكمله وخرقة خضراء مربوطة بهوائي الراديو. ما الذي يريد مثل هذا الشخص أن يقوله؟ وأي نوع من المخلوقات يمكن أن يكون؟ بدايةً، هو يريد أن يخيف الآخر.. ربما يكون مفتقدا لمكانة واحترام بين الناس لم يدر طريقا إليهما.. ولجهله  وسوء سلوكه في غيابٍ أكيد لحسن التربية في البيت والمدرسة... نرى أمثاله يتسكعون في الشوارع شاهرين أسلحة من صور القذافي والخرق الخضراء والهتافات الجوفاء التي أصبحت تستثير التقزز وحتى التقيؤ وربما السلاح الناري أيضاً. هؤلاء يفرضون أنفسهم على الناس في الشارع بفظاظة وفجاجة. أن يفرض أحدهم نفسه بمثل هذا السلوك وأن يلفت انتباه الآخرين إليه يبعث فيه زهوا بنفسه عجز عن تحقيقه علما وخلقا. وقد انطلقوا في شوارع طرابلس بأعداد مخيفة هذه الفترة. ولكنهم سيختفون بالجملة ودفعة واحدة حين تحين الساعة، تماما كما اختفت السيارات الفارهة من هامر ومازيراتي وبي إم وجاجوار وغيرها من الشارع الرئيسي بحي الأندلس. أين ذهبت وأين ذهبوا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق