للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأحد 19 يونـيه 2011

(124) كـابـاو


انعقد مؤتمر شباب ليبيا في كاباو بجبل نفوسه يوم أمس، ولم تورد وسائل الإعلام عنه شيئا. تحدثت اليوم مع بعض العائدين من ذلك المؤتمر. بلغ عدد الحضور حوالي 250 شخصا من كافة أنحاء ليبيا، تعارفوا وتدارسوا في الوضع الراهن وخرجوا بتوصيات تتعلق بوقوفهم مع المجلس الوطني الانتقالي في هذه الفترة الحرجة، وبتطلعاتهم اللمرحلة التالية لإتمام التحرير. توافدوا من كافة أنحاء ليبيا واجتمعوا داخل ليبيا. لم يجتمعوا في روما أو الدوحة أو في مدينة ليبية كبرى مثل بنغازي ... بل في جزء من الوطن كان شبه منسي داخل ليبيا نفسها إلى أن ثار أهله فإذا العالم كله يسمع بالزنتان ونالوت ويفرن وجادو وككله ووازن.. شعب جبل نفوسه محروم من أبسط متطلبات الحياة الكريمة، بدءاً بغياب شبكات مياه الشرب والسكن اللائق، ووصولا ـ مثلما هو حال باقي الوطن ـ إلى الحالة البائسة لمرافق الصحة والتعليم.

كانت رحلة الشباب في الطريق من وازن إلى كاباو محفوفة بالمخاطر، حيث كان قصف الكتائب العشوائي عن بعد. ولكن كاباو نفسها كانت آمنة هادئة. استعدادات المدينة لتوفير ما يلزم لإنجاح أعمال المؤتمر كانت ممتازة، واستضافتهم وترحيبهم بإخوانهم تركت أثرا لن يمّحي من ذاكرة المشاركين. لم يكن ترحيب وكرم أهل كاباو محل اندهاش أحد وأهل كاباو من هم، والمؤتمر ربما الأول من نوعه على مستوى الوطن الذي يُعقد في مدينتهم، وفي هذه الظرف التاريخي بالذات.

وكان وراء هذا الحدث الهام ثلة من الرجال المنظِّمين الذين لم يكن المؤتمر لينعقد لولا جهودهم ومثابرتهم على مدى أسابيع عديدة. ومقاتلون ومسؤولون وفروا الأمن والاستعدادات اللوجستية اللازمة لإنجاحه في ظروف قاسية للغاية.

تمنيت اهتماما إعلاميا أكبر بهذا المؤتمر... وحضورا من المجلس يتناسب مع الحدث ومغزاه الوطني الكبير. كاباو للّيبيين أهم من لندن وروما.. وأكبر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق