للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الإثنين 18 إبريل 2011

(62) ملحمة مصراته مستمرة

كانت جبهة اجدابيا البريقه هادئة اليوم. القصف على مصراته مستمر دون هوادة، والثوار يحققون تقدما فيما يبدو من الأخبار. سيف في إحدى مقابفلاته الصحفية قال إنه لا يجري قصف للمدنيين! ما يجري طبقا لتوصيفه هو ضرب لإرهابيين على غرار ما جرى في مخيم نهر البارد قي لبنان. ومن الذي يقول إن ما جرى من قتل وتدمير في نهر البارد كان عملا أخلاقيا أو إنسانيا؟ كان بإمكان سيف أن يشبه مايحدث في مصراته بما حدث في جنين أو الفلوجة أيضا فجميعها متشابهة في الجريمة. هناك فارق مع ذلك بين مصراته من ناحية وبين جنين أو الفلوجة من ناحية أخرى. لم يرتكب الإسرائيليون جريمتهم في جنين ضد إسرائيليين ولا الأمريكويون ارتكبوا جريمتهم في الفلوجة ضد أمريكيين، أما في حالة مصراته فالجريمة يرتكبها على مدى ما يقرب الشهرين الآن ‘ليبيون’ ضد ليبيين عزل.
قام النظام بشنق الليبيين سنة 1984 وفي سنوات أخرى تلتها في الساحات العامة والجامعات، وفي سنة 1984 بالذات كانت مشاهد الشنق تبث على تلفزيون الحكومة. الهدف كان واضحا، وهو ترهيب الليبيين من ذات المصير إن هم رفعوا رؤوسهم. كان الغرض من الفعل الانتقام  والغرض من اختيار الساحات والبث على التلفزيون أن يأخذ الليبيون العبرة. النظام يتخذ من مصراته مثلا آخر في أحداث ثورتنا الجارية. إنه يقول لطرابلس تحديدا أن مصيرها سيكون مصير مصراته إن قامت وهبت ضده. أحكمكم وأولادي أو أقتلكم... بالدبابات والصواريخ والقنابل العنقودية وقطع الماء والكهرباء وإغلاق الصرف الصحي، وباقي القائمة التي يعرفها الليبيون جيدا الآن.
إذا لم يوقف التحالف الحملة القائمة ضد مصراته، وأثبت عجزه عن القيام بعمل حاسم تجاهها، فإنه يكون قد أعطى الضوء الأخضر لجريمة اكبر بكثير ستكون طرابلس مسرحها
صحيفة روسية شبهت مصراته بستالنجراد. ملحمة مصراته أعظم وأنبل، فالمدافعون ليسوا جيشا؛ هم سكان المدينة المدنيون من طلبة وعمال ومزارعين وتجار ومهنيين وموظفين. مصراته لم يكن لديها جيش يدافع عنها. شعب مصراته هب للدفاع عن حرية ذاق طعمها يوم هزم الخوف، دفاعا عن العقل ضد الجنون، وعن المعروف ضد المنكر، وعن الرشد ضد السفه، وعن الأخلاق ضد الانحطاط، وعن العلم ضد الجهل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق