للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأحد 17 إبريل 2011

(61) إبليس والجنة

الازدحام على محطات البنزين أشد من أي وقت مضى. مررت بأربع محطات، كانت طوابيرها المزدوجة طويلة طويل، والمحطات الأربعة مقفلة في انتظار وصول شحنات البنزين.
عدت إلى منزلي متأخرا بعض الشيء هذا اليوم.. الساعة 8.30 مساء أي بعد المغرب بحوالي الساعة. كانت حركة المرور خفيفة جدا والسيارات مسرعة كأنها في سباق.
في السيارة أستمع إلى شيء من الإذاعة الليبية.. مكالمات هاتفية من ‘مواطنين’... والله الأمور عادية ما تسمعوش للقنوات المغرضة... والمدارس كلها فاتحة... احنا منتصرين ونحبوا القايد.. وبس... أشعر أحيانا أن الإذاعة الليبية تخاطب جمهورا في الصين أو البرازيل. وخرج أحدهم بقصيدة شعبية غاية في البذاءة والابتذال موضوعها هجوم على قطر وأميرها. لم يعد هناك خوف على إذاعة النظام من مزيد التدحرج والسقوط... لقد وصلت القاع.. كذب وشعوذة وبذاءة.
تصريحات بعض ساسة الغرب والمحللين تفيد بأن حل الأزمة الليبية قد يستغرق وقتا طويلا... حتى ديسمبر ربما يقول أحدهم... فال الله ولا فاله. لا أرى أن الوضع الرازح تحت سيطرة النظام قادر على الصمود حتى ذلك الحين وإن ثبت في ميدان العمليات العسكرية. الوضع المعيشي للناس سيتفاقم بسرعة مع مرور الوقت وسينعكس معبرا عن نفسه بصوت مسموع ومن ثم بأفعال ستتصاعد رافضة لما يجري. موظفو الشركات الأجنبية انضموا إلى العاطلين عن العمل منذ الشهر الماضي. هناك تضييق على السحب من المصارف. السحب ممكن بما لا يزيد عن 300 دينار في المرة الواحدة وبما لا يزيد عن ألف دينار في الشهر.. أي أنه يلزمك أن تقضي الجزء الأكبر من الصباح أربعة أيام في الشهر الواحد لكي تسحب ألف دينار من حسابك.. هذا إذا كان لديك حساب بذلك المبلغ وكان لدى المصرف سيولة نقدية. والأسعار في ازدياد، والدينار انخفضت قيمة صرفه. المطار مقفل ولا تحويلات بالعملة الأجنبية للأفراد ولا وجهة لخروجهم غير تونس... إلى حين.
يروج المقربون لفكرة أن يبقى القائد رمزا لا غير، وأن يستلم سيف لمدة خمس سنوات قال أحدهم، يشرف خلالها على الانتقال إلى نظام جديد. أولا: لأي شيء يبقى القائد رمزا؟ ثانيا: ماذا يستلم سيف وممن؟ ليست له صفة رسمية ولا لأبيه. معمر القذافي يريد تنصيب ابنه حاكما لليبيا مع بقائه يحرك الخيوط تحت اسم رمز بدلا من قائد. ما الذي يجعل ابن معمر مؤهلا لحكم ليبيا أكثر من ابن الحاج مفتاح أو عبدالله أو مسعود؟ ولماذا افتراض أن الليبيين يريدون أن يحكمهم فرد أحد بعد الآن؟ والليبيون يعرفون القذافي وأبناءه معرفة جيدة الآن. كيف يمكن لذي عقل أن يتوقع أهل الشرق كله ومصراته والزاوية والزنتان وتاجوراء وسوق الجمعه وفشلوم ويفرن وزواره وغيرها أن يطمئنوا إلى أن المشانق لن تنصب والأسلحة من كافة الأنواع ستدوي داخل شوارعهم وبيوتهم ومصانعهم ومزارعهم. النظام بمؤسسه وأولاده وأحفاده وأعوانه حرق جسوره حرقا تاما مع الليبيين، ومن تحرر من الليبيين سيفضل الموت على العودة تحت أحذيتهم مرة أخرى... أحلام إبليس بالجنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق