للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الثلاثاء 17 مايو 2011

(91) القنفود الفضائية

من الأصوات ما هو جميل في ذاته، ويزداد جمالا بما يحمل من كلمات وأحاسيس صادقة تنساب من قلوب وعقول أصحابها إلى من يحبون ومن يتواصلون معهم. ومنها ما هو قبيح لا يحمل إلا قبحاً. إذاعات القذافي وكلماته وبياناته ونشرات أخباره وأبواقه جميعا هم مثال للقبيح من الأصوات، وبامتياز لا يباريهم فيه أحد. لا بضاعة لهم غير الكذب والتهريج والشتم والبذاءة. اليوم توقف القنفود وشقيقاته عن البث عبر الأقمار الصناعية العربية. بذلك ستكون أجواؤنا أنظف وأعصابنا أهدأ... وضحكنا أقل.
ولكن القنفود عاد مساء على قمر النايلسات! من دون علامة القنفود ومن دون شقيقاته من قنوات النظام الأخرى. مرة أخرى، ما هو الدور الذي تلعبه مصر؟ وما هذا الضحك على ذقون الناس؟ ولكن، ورغم أنف المنتفعين في الحكومة المصرية وشركة نايلسات ومموليهم من القذافيين الجالسين في مصر على مليارات الدولارات من أموال الليبيين.. رغم أنف كل أولئك، سيأتي الصباح ويتوقف القنفود عن النباح.
الكتائب مستميتة في محاولاتها استعادة بوابة وازن، ولكنها اندحرت مرة أخرى. سقطت صواريخها داخل الأراضي التونسية للمرة الكذا مما أغضب السلطات التونسية مشيرة إلى غمكان الشكوى إلى الأمم المتحدة.
شكري غانم يفر إلى تونس منشقا عن النظام.
طالت الضربات الجوية الليلة الماضية جهاز الأمن الداخلي المجاور للسوق المجمع بشارع الزاوية وجهاز الرقابة الشعبية (ترأس هذا الجهاز هدى بن عامر) بشارع الجمهورية... وباب العزيزية مرة أخرى حسب ما أذيع. التقيتهم هذا الصباح وقد شاهدوا آثار قصف الموقعين... يريدون ضربة قاصمة.
نظام القذافي ينزف بغزارة.. ينزف دما وسلاحا وجنودا ومرتزقة... ينزف مالا ووقودا وأزلاما... وقريبا سيستلم للموت المحتم. سيذكر الليبيون له ولـ ‘شرّابين الدم’ من عصابته مصائب وكوارث لا عدّ لها... تبذير الأموال وتدمير التعليم ونشر الرذيلة وقتل الأنفس البريئة وانتهاك الأعراض.. سرقة وطن من أجل نزوات شخص مريض لم يعرف في سبيل تحقيق رغباته حراما أو عيبا. ولكن كان للقذافي جانبه الهزلي أيضا؛ من أمثلته تربية الدجاج والنحل في كل بيت وخصم ثمن حظائر الدجاج من مرتب كل ليبي، وجمهرة المواقع التي كان من بينها وقوف رئيس الوزراء يبيع البنزين بمحطة من محطات الوقود، وفكرة أن تكون دورات المياه مشتركة بين منازل الأحياء والشوارع بدلا من دورة مياه في كل منزل، وإلغاء التقويم الهجري، واعتماده على حرس شخصي من النساء، وسفره إلى الخارج مصطحبا خيمته وناقته، واختياره الغريب المضحك من الأزياء، ودعواته إلى الإسلام بين فتيات إيطاليا، وتنصيب نفسه ملكا للملوك في إفريقيا، وتصميمه لسيارة الصاروخ التي كلف بناؤها بضعة ملايين من دولارات الليبيين، وفكرته التي لم تر النور لشق قناة بين البحر المتوسط وبحيرة تشاد، ودعوته الليبيين للهجرة إلى إفريقيا ‘الجنة’ ثم إلى إيطاليا والزواج من الإيطاليات، و‘فتواه’ بجواز حج غير المسلمين إلى مكة.... والقائمة تطول بطول واحد وأربعين عاما من العبث والسفاهة.
أحد المتحدثين إلى قناة ليبيا هذا المساء تكلم محذرا من المدعو زهير أدهم معطيا عنوان سكنه ومحل عمله بسيدي بلال. زهير بالفعل معروف بأنه خبير ألغام بحرية، ويُقال أنه من لغم البحر الأحمر أيام السادات وبأعمال أخرى قام بها في مختلف بلاد المشرق وخصوصا في لبنان. معروف عنه أنه رجل مغامرات ولهو... و..بس. تلغيم ميناء مصراته مثلا لن يعني لمن قام به، زهير أو غيره، أكثر من القيام بـ‘واجب’، ولن يؤرقه ما يترتب على ذلك من قطع إمدادات الغذاء والدواء عن سكانها المحاصرين. تماما مثل الذي يهمه أن يكون ‘صاحب صاحبه’ وإن كان ذلك على حساب مصلحة شعبه.
هناك توجه في مصر نحو قيام مبارك وأسرته بالاعتذار للشعب المصري وإعادة بعض من أموال المصريين مقابل العفو عنهم. لماذا لا تُعطى الفرصة نفسها لغيرهم من المجرمينفي مصر الذين ارتكبوا جرائم أقلّ شأنا بآلاف المرات من جريمة سرقة وطن، يعتذرون ويعيدون بعضا من المسروقات ويُعفى عنهم؟.... ليس في مصر ثورة بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق