للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الجمعة 15 إبريل 2011

(59) هدفهم المعلن رحيل القذافي

تجدد اليوم قصف مصراته.. ولا أخبار عن تدخل جوي حاسم من الحلفاء. إنه مصر على دخول مصراته حتى مينائها لكي يحكم حصارها ويوغل فيها تنكيلا وتقتيلا وتدميرا.
نشر رئيسا الولايات المتحدة وفرنسا ورئيس حكومة بريطانيا رسالة مفتوحة تعهدوا فيها باستمرار الأعمال العسكرية حتى رحيل القذافي. هم هنا يميزون مواقف بلدانهم عن بقية حلفاء الأطلسي، ويقولون إن هدف الحملة هو الإطاحة بالقذافي وتغيير النظام.. هذه قراءتي على الأقل. القصف الجوي لن يؤدي إلى تحقيق الهدف المطلوب كما يقولون، والثوار لن يتم تزويدهم بالسلاح الذي يحتاجونه. كيف إذن سيتحقق الهدف؟ سؤال مفتوح على كل الاحتمالات... وضع مائع طويل.. حرب شوارع.. عراق جديد؟ الطريق الأقصر والأقل تكلفة لليبيا والليبيين سيكون انفجار النظام من داخله... هل في انتظاره واقعية؟
اليوم الجمعة يوم موعود بالمظاهرات الكبرى في كافة أنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة. هل ستخنقها القبضة الأمنية التي بدت واضحة في كل الطرقات والتقاطعات في طرابلس منذ بعد الظهر يوم أمس؟
استمعت من إذاعة بنغازي إلى تسجيل لندوة تكلم فيها المتحدثون عما تم إنجازه وما يجري الإعداد له في الأراضي المحررة. أسعدني الخطاب بمضمونه وطريقة عرضه وأسلوب تعاطيه مع الجمهور. البون شاسع بينه وبين ما اعتادته المدرجات في عهد الظلام من تهريج وتشنج وتمجيد لقائد أوحد، من دون شيء ذي معنى. فالجمهور كان دائماً مسلّمة من المسلمات، أليف طيع، يصفق لكل ما يسمعه. ليس مطلوبا أن يعي المتلقي ما يسمع وممنوع أن يكون له رأي مخالف. لقد سعدت بسماع الدكتور عبد الله شامية على وجه الخصوص، بعد سنوات من لقائي به آخر مرة، وكذلك الدكتور امراجع وكلماته الموفقة والمناسبة جدا عن جيل وجيل وحثه الشباب أن يأخذوا بزمام أمرهم مستعيدا كلمات للدكتور فاروق الباز بالخصوص. استماعي لهذا الجزء من الندوة، وللأستاذ المسماري والدكتور علي سعيد، زادني تفاؤلا وثقة في أن الثورة، برجالها هؤلاء وتوجهاتها هذه، هي ثورة واعدة بالخير الكثير لشعب عانى الكثير. ليبيا لم تكن يوما فقيرة في رجالها وكفاءاتها وعقول أبنائها. ليبيا انطفأت تحت وطأة الاستبداد والسفه، وسيتقد نورها من جديد... إن شاء الله.
مرة أخرى شاهدت هذا المساء مقطع الفيديو من البيضا السورية.. ذلك المشهد لرجال الأمن يركلون ويدوسون على أجساد المتظاهرين المقيدة أياديهم خلف ظهورهم والمنكفئين على بطونهم، ويسمع صوت يأمر بالدوس ويسميهم كلابا... مشهد تقشعر منه الأبدان. هكذا يعامل حكام العرب شعوبهم... هذا حاكم شاب ورث حكم ‘الجمهورية’ عن أبيه.. أتى بوعود الإصلاح.. وهكذا يتعامل مع شعبه. كنا سنشاهد نفس الفيلم في ليبيا... ابن واعد يرتقي كرسي الحكم وإذا به نسخة من أبيه. ولكن القناع عندنا سقط قبل رفع الستار
في أخبار المساء أن الثوار قد دخلوا البريقة... أرجو أن يكون فتحا ثابتا هذه المرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق