للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأحد 10 إبريل 2011

(54) الصراع ينتقل إلى موائد غير الليبيين

ثوار ليبيا ومن ورائهم الشعب الليبي بشرقه وغربه، إذا ما استثنينا خلّص النظام من مغفلين ومنتفعين ومرعوبين، هم الآن تحت مطرقة ‘وسطاء الخير’ وسندان معارك غير متكافئة. المجلس الوطني يجري تطويعه لقبول صفقة ما تصل بالبعض منهم الوقاحة إلى حد الضغط لقبول استمرار القذافي أو أحد أولاده الملطخة أياديهم جميعا بدماء آلاف الليبيين قتلوهم في أسابيع معدودة. ما يجري في الميدان من تمكين للكتائب من أن تتقدم قد يكون جزءا من مخطط رأس الحربة فيه أفارقة امتلأت بطونهم وخزائنهم من أموال الليبيين وأتراك يسعون إلى المحافظة على عقود النهب المباشر التي أبرموها مع القذافي (مؤشر البورصة التركية انخفض 11% خلال الثلاثة أسابيع الأولى من ثورة فبراير!)، والغرب حساباته مركبة وأبعد مدى، أما العرب فلكلٍّ منهم شأن يغنيه.. أنظمة مهزومة فارة من جماهيرها لا يدري أي منها كيف ستكون خاتمته المحتومة. اليوم يصل الأفارقة الكرام، ويوم الثلاثاء يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بممثلين عن المجلس الوطني، ويوم الأربعاء ينعقد اجتماع مجموعة الاتصال في الدوحة، ويوم الخميس اجتماع للجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي يرأسه أمين عام الأمم المتحدة.  هل سيتم التوافق على خطة ما لمستقبل ليبيا في هذا الاجتماع الأخير.
تغير أداء الحلف فيما يبدو، فقد قام بضربات قوية لقوات الكتائب في اجدابيا ومصراته... تدمير 25 دبابة كما يقولون إضافةً إلى 17 دبابة يوم أمس. تغير موازين القوى في اجدابيا، وبعد معارك ضارية كما توصف تمت استعادة المدينة بالكامل.. أخيراً. لا أظن القذافي سيحاول احتلال اجدابيا مرة أخرى. الجبل الغربي مستمر في بسالته وصموده.
الأفارقة اجتمعوا بالقذافي يتوسطون لإيجاد حل بين الطرفين.. أي طرفين؟ هي ثورة شعب يريد خلع حاكمه، كيف تجوز الوساطة؟ ليس هناك حل وسط بين أن يبقى أو يرحل. ليس هناك نصف رحيل. القذافي يقول علنا أنه ليس رئيسا ولا حاكما تحت أي مسمى. الأفارقة يتفاوضون معه من غير أن تكون له ولا لأيٍّ من أولاده أي صفة رسمية. هل يتفاوضون مع صاحب المزرعة؟ لنتركه يحاول كسب الوقت. لن يكون الوقت في صالحه. غليان طرابلس في تصاعد واللحظة الحرجة آتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق