للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الإثنين 19 سبتمبر 2011

(215) مضلَّلون
القتال على أشده في آخر المعاقل التي يلفظ فيها نظام القذافي آخر أنفاسه، والكرّ والفرّ مستمرّان. تتوالى التصريحات الرسمية وتقارير المراسلين وتحليلات المحللين لتلك المواجهات.. ونسمع في الكثير منها أن السكان منحازون للثورة وأنهم توّاقون للالتحام بالثوار، ولكنهم واقعون رهائن تحت قبضة كتائب القذافي ومرتزقته. هل هذا صحيح أم أنه من باب التمنيات؟ أم أنه يمثل جزءاً فقط من الحقيقة؟

كثير من المواطنين يرحلون عن تلك المناطق الساخنة يوميا، وكثير منهم يروون قصصاً مختلفة.

يوجد بتلك المناطق حسب هذه الروايات مواطنون ليبيون موالون للقذافي يحاربون في صفّه، كما يوجد ثوارٌ ومواطنون لا حول لهم ولا قوة. هناك المستميتون الذين لا يرون لأنفسهم مستقبلا خارج جماهيرية القذافي وإن تقلصت حدودها إلى قريةٍ أو ناحيةٍ مهما صغرت... أفرادٌ ارتكبوا جرائم اتضحت بشاعتها لليبيين بعد التحرير. وهناك أيضا مضلَّلون نخر إعلام القذافي في أدمغهم إلى درجة أنهم يرفضون الاستماع لغيره، وهو الذي لم يبق منه غير إذاعات محلية على الــ إف إم. يصفون الأخبار عن فظائع كتائب وسجون القذافي بأنها كذب. هم في حالة إنكار. والبعض الآخر يقول بكل بساطة أن المعارضين لحكم القذافي ’يستاهلوا‘. وهؤلاء وأولئك يرون أنفسهم مقاومين دفاعا عن أسرهم وممتلكاتهم ضد ’عصابات القتلة وقوات الناتو الصليبية‘.. هم يدافعون عن أنفسهم وأهلهم خشية ’القتل والتنكيل وانتهاك الأعراض من قبل تلك العصابات‘! ولا يمكن إغفال عنصر مساعدٍ هو الطمع رغم تناقص المتوفر لدى فلول النظام من أموال. يحدث هذا رغم سقوط نظام القذافي سقوطا نهائيا لا عودة منه، ورغم أن هذا السقوط حقيقةٌ لم تعد محلَّ شكٍّ عند أكثر العقول تواضعاً.

فئة المجرمين الفارّين من المناطق المحررة لا جدوى من الحوار معها ولا هي قابلة به، فهي ماضية في معركتها الأخيرة إلى نهايتها المحتومة. أما فئة المضلَّلين فمواجهة حقيقة وجودها ستكون أول خطوات التعامل معها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق