للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأربعاء 3 أغسطس 2011

(168) الشيخ سيف بن معمر أبومنيار


نشرت النيويورك تايمز اليوم تقريرا عن مقابلة أجرتها مع سيف القذافي في فندق شبه مهجور بطرابلس. سيف في هذه المقابلة يذهب بعيدا في تباع منهاج أبيه الذي لا يعرف مبدءاً ولا ثباتا على شيء.

المبادئ لا وجود لها في قاموسهم، وأعمالهم تحكمها مصالح أشخاصهم فقط، لا يراعون فيها شرعاً ولا عرفاً ولا أخلاقا. غايتهم حكم ليبيا واستعباد الليبيين واحتكار ’الكنز‘ الليبي.. 

يقول سيف في هذه المقابلة، بلحيته الجديدة والمسبحة بيده، إنه في تحالف سري الآن مع الإسلاميين الراديكاليين ضد الليبراليين في المناطق المحررة. وسيكون على الليبراليين أن يهربوا أو يُقتلوا. ستكون ليبيا شبيهة بالسعودية أو إيران.. المحاور الإسلامي للقذافي هو علي الصلابي كما يقول، والسيد الصلابي يقرّ طبقا للصحيفة بحدوث حوار مع القذافي ولكنه ينفي التحالف معه.

سيف يصف الإسلاميين بأنهم إرهابيون ودمويون ويقول إنه سيكون على الغرب أن يقبلهم، وأن يستقبل وزير دفاع وسفراء ليبيا الإسلامية. هي قصة مثيرة مضحكة يقول القذافي، ولكنه والإسلاميين سيصدرون بيانا مشتركا خلال أيام من طرابلس وبنغازي، وسيحل السلام خلال شهر رمضان!
في أيامه الأخيرة هو الشيخ سيف، وكأن سيف الذي عرفته روما وفيينا ولندن وجزر اليونان كان شخصية خيالية.. المهم الاستمرار في حكم الليبيين.. واللي تغلب بيه ألعب بيه.. ولكنها ’مشيخة‘ تبشر بقرب النهاية.

• فرعون في القفص

من حكام العرب من لا يزال ينتظر ولا يتصور كيف ستكون نهايته. فنهايات حكام العرب تتنوع بين قتلٍ بالنار وسحلٍ وشنقٍ ونفي، وللمرة الأولى في عصرنا الحديث عن طريق المحاكمة. كان اليوم يوما عصيباً، لا يماثله غير يوم شنق صدام حسين.. تتوالى أيام ’الفجايع‘ على من ينتظر، فقد تفرج العرب هذا اليوم على فرعون مصر وابنيْه في قفص الاتهام يواجه التهم الموجهة إليه تماما كما يُعامل كل متهم بجريمة. نودي عليه كما يُنادى على أي متهم: ’محمد حسني السيد مبارك‘ ليرد مؤكدا حضوره. مشهد لم يتصور رؤيته أحد في مصر منذ أشهر قليلة فقط.

ورأينا جمال حسني مبارك في القفص ممسكاً في يده بمصحف.. ’استشيخ‘ جمال مبارك عندما وصل إلى النهاية.. كما ’استشيخ‘ سيف. هي النهاية في الحالتين.

لن يتكرر المشهد مع القذافي، فتنوع النهايات مستمر، ومعمر القذافي جدير بأن يكون فريدا في نهايته كما كان فريدا طيلة سنوات حكمه بين قرنائه من طغاة العرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق