للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الإثنين 25 يوليه 2011

(159) وتفرقـت السّـبُل


في العالم قضايا ومشاغل لم يعد باستطاعتنا، في عالم اليوم، أن نكون بمعزل عنها وإن أردنا. قضية تنصت كبرى في بريطانيا.. هجوم إرهابي ’يميني مسيحي‘ أودى بحياة 92 شخصا في النرويج.. تطوير شبكات إنترنت بسرعات فائقة تبلغ أضعافاً مضاعفة للسرعات المعروفة حاليا... وغير ذلك كثير من الأحداث والتطورات السياسية والفكرية والعلمية والتكنولوجية التي ستكون لها انعكاساتها الكبرى على بلدنا وعلى كوكبنا برمته... قليل منا نحن الليبيين من وجد وقتا أو اهتماما بشيء من كل هذا على مدى خمسة أشهر طويلة مضت، والعدّ لم يتوقف بعد.

أتصفح الجرائد المصرية فأجدني أبحث عن أخبار أو تحقيقات حول الشأن الليبي.. أجد خبرا يسخر من كلام القذافي الموجه للمصريين في عيد ثورة 1952.. ’حسني مبارك كان يجب أن يبقى.. حسني مبارك كان يشحت مني من أجل الشعب المصري!!‘ غدا جلسة محكمة استئناف الحكم بإغلاق قنوات القنفود على النايلسات.. عمود في الشروق يدين حملة الناتو العسكرية على المدنيين في ليبيا. وهل هذا أهم مما يجري على الساحة المصرية من تطورات ستكون ذات أثر كبير على مصر والمنطقة بأسرها لسنين طويلة مقبلة، وأعترف أنني غير متابع لها بالقدر الذي تستوجبه أهميتها؟


يكاد اهتمامنا نحن الليبيين ينحصر في مجريات ثورة 17 فبراير، واهتمام المصريين في ثورة 25 يناير والتونسيين في 14 يناير، وهكذا بالنسبة لليمنيين والسوريين.. ولا ننسى البحرينيين الذين قُمعت ثورتهم وأُخمد صوتهم من دون أن ينطق أحد بكلمة أسف على ما حلّ بهم.. وفلسطين؟ أي فلسطين؟


ثورتا تونس ومصر شدتا أنظار وتعاطف العرب في كل أقطارهم، وكان معمر القذافي الوحيد من بين الحكام العرب الذي انبرى يدافع عن النظام في البلدين، أسِفاً على استثمارات ضخمة ضخها لترسيخ حكم النظامين وفزِعاً مما كان في الطريق إليه.
لقد تعرّض الليبيون لحملة من التقتيل والتدمير والهتك للأعراض لم تشهدها ثورتا تونس ومصر، وحلّت على أرضهم وبصوت رأس النظام صراحةً نذر محو مدينة بنغازي من الوجود، وارتكبت كتائب أمن النظام ومرتزقته جرائم في مصراته والزاوية وغيرهما شاهدها العالم كله على شاشات التلفزيون. واستغاث الليبيون بالعالم فتقدم الغريب مغيثا وتقاعس القريب.


لم يكتف الكثير من العرب بالتفرج على ما يتعرض له الليبيون، بل إن الكثيرين ـ ومنهم مفكرون ومشكّلون للرأي العام ـ وقفوا، عن وعيٍ ومصلحة أو برؤيةٍ للعالم من حولهم لم تواكب متغيرات الزمن، ضد ما أسموه مؤامرة أو حرباً غربية على ليبيا... وقفوا في النتيجة مع طاغية مجنون في حربه ضد شعبه. فضّلوا التفرّج على شعب ’شقيق‘ يُذبح، ووجدوا الراحة في ترف الوعظ وإعطاء الدروس حول الاستعمار وأطماعه. موقف العرب من الليبيين في محنتهم محزن.. ولا أقول أكثر... ذلك مع واجب استثناء دولتي قطر والإمارات، وتونس بكرم شعبها وشهامته.. وقفة كل هؤلاء لن ينساها الليبيون أبداً.. والاستثناء يثبت القاعدة ولا ينفيها.


وانتهينا إلى ما نحن فيه... لكلٍّ منا شأنٌ يغنيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق