الجمعة 4 مارس 2011

(17) ليمت الناس لكي يستمر حكم العائلة 

ولم يأت الجمعة بما كان متوقعاً... مُنع الصحفيون فيما يبدو من مغادرة فندقهم (ريكسوس) إلى حيث المساجد. والتواجد الأمني الكثيف مع استعمال الغاز المسيل للدموع منع المتظاهرين من الاستمرار ناهيك عن الالتحام والتوجه إلى ميدان يتجمعون فيه بكثافة. في تاجوراء كانت المواجهات كبيرة.

الأحداث الكبرى في هذا اليوم كانت في الزاوية وراس لانوف والرجمة. يظهر أن قوات النظام قد أخصعت الجزء الأكبر من الزاوية بعد معارك ضارية وشهداء كثر. سنرى في الأيام المقبلة ما يترتب على خسائر هذه المدينة المجاهدة العصية.

لم يحكم الثوار سيطرتهم على البريقة وحسب، بل توجهوا نحو راس لانوف فهزموا قوات النظام وأجلوها عن المدينة. وهي كما نرى في صور ‘العربية’ تحت سيطرة الثوار وعلم الاستقلال.

الكارثة كانت فيما حل بمخازن الذخيرة في الرجمة. اتصلت ببنغازي فأبلغوني بأن انفجارين شديدين قد هزّا منطقة محدّثي في أرض بالعون. لن يتم إحصاء عدد الشهداء بسهولة. ولا بد أن الإصابات قد طالت سكان الرجمة نفسها وربما بنينا. جريمة حرب بشعة، حصدت عشرات القتلى من دون شك، وسيكون لها ما بعدها على مستوى إذكاء مقاومة النظام وطنيا، والدفع نحو تدخل عسكري أجنبي حاسم.. ربما.

الخبر الأهم ـ إن صحّ ـ هو خبر حدوث انقسام بين القذاذفة في سرت... إن صح. ندعو الله أن يقع شيء ما يقصر أجل هذه المواجهات المدمرة.

أنيتا ماكنوت كانت أكثر من رائعة مادةً وأداءً في مقابلتها على الجزيرة الدولية مع سيف القذافي. كانت صريحة ومباشرة في أسئلتها وعرضها للوضع كما هو. "لماذا يجب أن يموت الناس من أجل أن تستمر عائلتكم في الحكم؟".. "هل تعتقد فعلا أنه بالإمكان إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟ عزلتكم الدولية بقرار إجماعي من مجلس الأمن.. تجميد أرصدتكم.. سحب الحصانة عنكم... إحالتكم إلى محكمة الجنايتات الدولية؟" وفي المقابل كان القذافي الصغير يراوغ وينكر ويكذب ويكابر. المرض مزروع في الجينات ولا شك.. غطرسة وتعال وجنون عظمة.. "أنا كنت أول من نادى بالدستور وبالإصلاح"... عجيب... لم يخطر ذلك ببال أحد قبل هذا الصغير... ستكون فكرة الدستور نفسها من عمر مناداة القذافي الإبن به... ليس يسبقهم أحد من العالمين في شيء. الصغير هنا هو الدستور كما أعلن أبوه أنه المجد... الدستور بن المجد القذافي.

البلاد مقبلة على حرب أهلية لا هوادة فيها وعلى تقسيم الأمر الواقع إذا ما طال أمد المواجهات المسلحة وتصاعدت وتيرة عنفها وبشاعتها. المؤكد أن النظام لن يتوانى عن فعل أي شيء يتوهم أنه سيؤدي إلى تحقيق ولو جزء من أهدافه. وسيستمر في الكذب والكذب والكذب والاستخفاف بعقول الناس إلى الدرجة التي تجعل منه ‘مضحكة’... ليست له أو لأحد من عائلته حسابات بمصارف أجنبية لكي يقوم أحد بتجميدها.. أحد أبنائه ‘متدين’ ويجمع الأموال ويرسل بها إلى غزة لإغاثة شعبها... وضعوا عليها اليد.... هكذا!!!!

ولا تزال خدمة الإنترنت مقطوعة.