للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الجمعة 1 إبريل 2011

(45) الله أكبر لا هُبل

تارةً يسمونه كراً وفراً، وتارة انسحابا تكتيكيا، وتارة أخرى ترجعا إلى خط دفاع وراء البريقة... الخلاصة هي أن قوات الثوار في تراجع في اتجاه اجدابيا وبنغازي. طيران الحلفاء يسيطر على الأجواء من دون فعل. ما الذي يجري؟ النقاش في الغرب مستمر حول صواب أو خطأ تسليح الثوار بما يمكنهم من صد الكتائب... شكوكهم في ازدياد من تسرب عناصر من القاعدة أو تنظيمات إقليمية متطرفة أخرى إلى صفوف الثوار. يجب أن يضع المجلس حدّاً لكل مظهر أو عمل يمكن أن يعزز مثل هذه الشكوك لدى الغرب. إن المسؤولية كبرى ولا مجال للخطأ في مثل هذا الجانب في هذا الموقف الفاصل.
لا أنباء مفصلة ومؤكدة عن فرار عدد من كبار مسؤولي النظام إلى الخارج وطلبهم اللجوء. عددهم وصل إلى عشرة في بعض الأنباء الصحفية. سيكون تفجّر النظام من الداخل أقصر الطرق نحو الخاتمة وأقلها خسائر، وإن كنت لا أعتقد أن الرجل يمكن أن يتنازل عن مكانة الآلهة التي تقمصها ولا يملك فكاكاً منها. رحيله إلى العالم الآخر فقط ـ بيده أو بيد غيره ـ سيفتح الباب أمام خروج ليبيا من هذا النفق المظلم... نسأل الله أن يعجل بالفرج.
وتستمر معاناة مصراته وصمودها الملحمي. هجوم المرتزقة كان أكثر شراسة اليوم من الأيام السابقة. خبرٌ يقول أنهم قد أغلقوا شبكة الصرف الصحي للمدينة. أساليب مبتكرة لا تخطر ببال إبليس.
أعلن المجلس اليوم شروطه لوقف إطلاق النار، وهي تتضمن انسحاب الكتائب من المدن وما حولها.. جيد أن يبدأ المجلس التعامل مع الهيئات الدولية بهذا الأسلوب. كنت أتمنى أن يصر المجلس على مطالب حياتية مهمة لشعبنا ستلقى فيما أظن تقبلاً في الخارج. يجب أن تفتح المدن المحاصرة أمام قوافل المساعدات الإنسانية القادمة من الخارج، ويجب أن يعيد نظام القذافي الاتصالات الهاتفية للمناطق المحررة. إن ما يجري من قطعٍ كامل للاتصالات الداخلية والدولية للشرق بأكمله ولمصراته يعدّ نوعا من العقوبات الجماعية غير المقبولة في عالمنا اليوم.
بثت الجزيرة هذا المساء شريطا ظهر فيه أحمد ؟ ملقىً على الأرض ودمه قد سال بغزارة. يطلب منه أحد مرتزقة القذافي من الليبيين أن يقول ‘عاش الفاتح’.. يرد أحمد قائلا ‘الله أكبر، لا إله إلا الله، الحمد لله’، فيقتله نذل جبان بإطلاق النار عليه ويغادر وزمرته المكان مسرعين ليرموا به في سيارة نصف نقل، ويُسمع صوت أحدهم يقول "قتلناه... واحد من الدكاترة". من أين أتى هؤلاء الأوباش؟ ومن أي جنس من المخلوقات ينحدرون؟ ما أفزعني حقيقةً هو ما قد يكون جرى لذوي الدكتور أحمد عند رؤيتهم لهذا الشريط. رفض الدكتور أحمد أن ينطق باسم هُبل، وقال الله أكبر. طوبى له. رحم الله شهيدنا أحمد، وألهم ذويه وكل الذين عرفوه الصبر الجميل. هل يستطيع إنسان يملك قطرة من حياء أو ذرة خوف من الله، بعد كل هذا الذي يجري، أن يستمر في خدمة هذا الرعديد وأبنائه... ولا بدّ أن أستدرك هنا. إن مثل هذه الأفعال الدنيئة والموغلة في الإجرام والانحطاط قد حدثت من قبل... لقد شاهدنا الشنق علناً على شاشات تلفزيون القذافي نفسه، وليس على شاشة الجزيرة، في شهر رمضان من سنة 1984.. . لماذا نندهش من سلوكه الآن؟ واستمر القذافي في الحكم واستمرّ الخدم في خدمته حتى يومنا هذا. وإن مع العسر يسرا. الفرج بإذن الله قريب، أرواح الشهداء لن تذهب هدراً. قد يكون خُدامه مرعوبين، فقد رأوا من ‘الغولة’ ما لم نره نحن.
هناك من كان له نظر ثاقب وعقل راجح فرفض الاقتراب رغم العروض المبكرة. وأترحم هنا على روح د. شعيب المنصوري من بين كثيرين. ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق