للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


السبت 17 سبتمبر 2011

(213) حين ينقشع الخوف

صاحب اليوميات: نورالدين السيد الثـلثي
كانت فشلوم معقلا متقدما من معاقل الثورة في مدينة طرابلس منذ الأيام الأولى للثورة. مررت بشوارعها و ’زْنقها‘ صباح اليوم. بعض الشوارع تغيرت أسماؤها.. بخط اليد.. إلى أسماء شهدائها. أمعنت النظر في وجه شبابها.. هؤلاء كانوا في مقدمة من أشعلوا الثورة في هذه المدينة. فشلوم حيٌّ متواضع بشوارعه وبيوته، عظيم بعطاء أهله وشبابه.
على الجانب الآخر من فشلوم نجد ’منزل‘ عائشة القذافي... موقع مركز الأمومة والطفولة قبل ذلك. توقفت عند رسوم جدارية على سور ذلك ’المنزل‘ وفنانٍ منهمك في إتمام صورة جديدة مع مساعديه. اسمه محمود بو ميْس، من سوق الجمعة... حيٍّ آخر من أحياء الثورة منذ انطلاقها. وما أن بدأتُ حديثي معه حتى وصل فريق من قناة "سي إن إن" يرافق مذيعتها المعروفة جيل دوغرتي. كان لي حديثٌ مع أحد أعضاء الفريق موازٍ لحوار أجرته السيدة جيل مع السيد محمود بوميس حول نشاط الرسوم الجدارية في ليبيا. اقتصرت الرسوم الجدارية في عهد القذافي على كتابات مضادة للنظام تُعتبر كتابتها مغامرة كبرى قد تكلف صاحبها حياته أو سنواتٍ من الاعتقال في أقل تقدير، إلى أن انطلقت ثورة 17 فبراير فانتشرت الكتابات المضادة إلى حد أرهق السلطات في متابعتها والجهود الكثيفة لإخفائها بالطلاء فوقها. وتطور هذا النشاط في كل منطقة تم تحريرها حتى تحولت الكتابات إلى لوحات فنية. هكذا كان الأمر في بنغازي وفي جبل نفوسه والآن في طرابلس وفي كل منطقة حرة.
إنه الخوف يكبت المواهب والإبداع والابتكار والمبادرة... يكبت كل جديد... يقمع الحياة نفسها حتى لا تكاد تميّزها عن الموت غير تلك الأنفاس المعدودة. وحين ينقشع الخوف تنطلق الحياة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق