للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


18 أغسطس 2011

(183) قضايا مؤرّقـة


تتوالى الأحداث في اتجاه طرابلس بسرعة فائقة. ما هي إلا بضعة أيام أو بضع ساعات ويدخل الثوار إلى طرابلس بسلام هم وأهلها آمنين، أو عنوةً بالنار ودمٍ الله وحده يعلم مداه... نصلي ونلهج بالدعاء إلى المولى عز وجل في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان أن ينقذ طرابلس وينجي أهلها من شرور الطاغية وبطانته، وأعمال البعض منا مشحونين بدوافع الثأر والانتقام نتيجة مظالم ومفاسد لا تُحصى اكتوى الليبيون بنيرانها على مدى أربعة عقود.

ولكن ليس بالصلاة والدعاء، ولا بالنار والدم، وحدها تؤمّن الديار والأرواح. أمن ليبيا كلها ومستقبلها بعد تحرير طرابلس سيكون في الميزان. وهذا هو الشغل الشاغل لحوارات الليبييين خارج البلاد، وداخلها من باب أولى.

نعرف أن للمجلس الوطني خططا للتعامل مع الأوضاع بعد تحرير طرابلس، من حيث أمن المدينة وأهلها، وإعادة الحياة الطبيعية إليها. ولكن المتغيرات على الأرض وفي الساحة الدولية ستلقي بأحمالٍ ثقيلة على كاهل المجلس الوطني وكل ليبي غيور يجد نفسه في موقع تأثير وتفاعل مع تلك المرحلة المحفوفة بالمخاطر. وتمتد المسؤولية إلى ما هو أبعد، وإن لم يكن أقل أهمية وخطورة. هناك إعادة الخدمات الأساسية من كهرباء واتصالات ومصارف وتوفير المواد الغذائية والدواء بل وتنظيم حركة المرور ونظافة المدن. وفي مستوى أعلى هناك قضايا استيعاب الثوار المقاتلين والمصالحة الوطنية والخطاب الإعلامي وغيرها؛ كل ذلك بالتوازي مع عملية بناء الدولة الليبية الحديثة... ما يُختصر تحت تسمية تثبيت الاستقرار.

كل هذه القضايا تمثل قضايا مؤرقة ينصبّ عليها جهد المجلس ولجنته التنفيذية، وغيرها من تجمعات ولقاءات الليبيين، وهي، بلا شك، موضوع خطط طوارئ جاهزة للتطبيق من قبل دول ترتبط مصالحها البعيدة والقربيبة باستقرار السلم الأهلي وسيادة القانون في ليبيا.

قدرتنا نحن الليبيين على تثبيت الاستقرار في بلادنا والتوجه بخطى ثابتة نحو بناء ليبيا الحديثة، ستكون شرط الحؤول دون انزلاق البلاد إلى فوضى مدمرة ـــ لا سمح الله ـــ وتدخل عسكري أجنبي لا يريده أحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق