للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الجمعة 3 يونيه 2011

(108) وداع الوطن


رحيلي عنك عزّ عليَّ جداً    *   وداعاً أيها الوطنُ المفدّى
سأرحلُ عنك يا وطني وإنّي   *   لَأعلمُ أنني قد جئتُ إدّا

حزمت ما يلزم من أمتعة واصطحبت أسرتي براً إلى تونس.. مستذكرا تلك الأبيات لشاعر الوطن أحمد رفيق.
بلغ عدد نقاط الأمن على الطريق من طرابلس إلى رأس جدير حوالي العشرين. بعضهم كان مدنيا والبعض الأخر عسكريون. ينظرون في الجوازات ويتفحصون الوجوه. كانت أوراقي سليمة ولم تكن معي مواد قد تثير فضولا أو شبهة (كومبيوتر مثلا)، وكان بصحبتنا من سهّل مرورنا. وعبرنا الحدود إلى الأراضي التونسية بعد رحلة استمرت حوالي خمس ساعات من الإرهاق النفسي الشديد. ومن البر التونسي استدرت إلى الجانب الليبي من الحدود مودّعا وداعيا الله أن يكون الخلاص قريبا.. ألا يكون الفراق طويلا.. وداعياً....
كانت هذه اليوميات جزءا من نشاطي اليومي طيلة أسابيع ثورة فبراير المجيدةـ هذه، حتى أنني لم أكن أستطيع النوم قبل أن أدوّن كلمات عما شاهدته وسمعته يوماً بيوم، إلى أن كان الخروج.. الرحيل عن الوطن.
انقطعت عن الكتابة، وانشغلت بمتابعة ما فاتني متابعته، عبر التواصل تخاطباً وقراءةً من دون رقابة أو وصاية.. من دون خوف من ذلك "الأخ الكبير" وزبانيته.
وأعود إلى الكتابة مجددا بعد استقرار نمطٍ ما من الحياة ’الطبيعية‘.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق